طهران- جميل ظاهري
الاستقبال والحفاوة الصادقة والحميمة التي حظي بها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، من قبل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه خلال الزيارة الرسمية لمسقط، أشارت إلى عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين وإلى مرحلة جديدة نحو إشراقة أفضل.
وتحدثت صحيفة “فرهيختكان” عن اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها في العديد من المجالات، معتبر أنها ستعزز من العلاقات المشتركة التي استمرت لعقود طويلة ماضية دون أن تشوبها أي شوائب.
وأضافت: “لطالما خطى الجانبان بخطوات حكيمة تصب في مصلحة البلدين وشعبيهما، وفي إطار تعزيز علاقة الجوار في شتى قطاعاتها السياسية والاقتصادية التي كانت محل اهتمام مباحثات القمة العمانية الإيرانية الأخيرة، والتوصيات التي أوصى بها كل من الرئيس رئيسي وجلالة السلطان هيثم للقائمين على تلك المجالات من أجل فتح مجالات التعاون والابتعاد عن البيروقراطيات الإدارية بغية تسهيل نشاط القطاع الخاص في مختلف المجالات”.
وأشارت الصحيفة الايرانية إلى تفعيل طهران ممر الشمال – الجنوب، في ظل دخول الاتفاقية الرباعية بين إيران وعمان وتركمانستان وأوزبكستان حيز التنفيذ والذي يضمن المصالح المشتركة، ويمثل خطوة نحو التنمية المستدامة في المنطقة، مؤكدة أن تنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين والمتعددة الأطراف ستعزز وتخلّد أواصر الصداقة والأخوة في المنطقة، فضلًا عن تحقيق التنمية الاقتصادية للبلدين بما تملكان من أمكانيات كبيرة لكنها بعيدة عن أنظار القطاع الخاص مع الأسف.
وقالت “فرهيختگان” إن إيران تسعى إلى توسيع نطاق التبادل التجاري بين البلدين لأعلى المستويات وهي اليوم تخطط لآفاق بلوغ حجم هذا التعاون الجيد إلى أكثر من 5 مليار دولار سنويا خدمة لمصلحة البلدين، ومنفذاً للاقتصاد الإيراني الذي يعاني من قرارات الحظر الأمريكي منذ عقود، فكان تأكيد السيد رئيسي على ضرورة توسيع وتعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون وفي مقدمتها سلطنة عمان.
وشددت الصحيفة على أهمية موافقة طهران على إحياء مشروع مد خط أنابيب لضخ الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان والذي أعلنه وزير النفط الإيراني في مسقط قبل أيام وذلك بعد توقف دام نحو عقدين، حيث تمتلك إيران أحد أكبر احتياطيات الغاز في العالم، وتتطلع سلطنة عمان إلى الاستفادة من ذلك أملاً في تغذية صناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة ومصانع تصدير الغاز الطبيعي المسال، لدعم خط أنبوب الغاز العماني إلى اليمن.
وكان البلدان قد وقعا عام 2004 على اتفاق في هذا الإطار بقيمة 60 مليار دولار على مدى 25 عاماً تزود الجمهورية الإسلامية إيران بموجبه سلطنة عمان بالغاز عبر خط أنابيب تحت البحر، وفي عامي 2013 ومن ثم في عام 2016، جدد البلدان جهودهما لتنفيذ هذا المشروع.
وقالت طهران في عام 2017، إنها اتفقت مع مسقط على تغيير مسار خط الأنابيب المخطط له لتجنب المياه التي تسيطر عليها الإمارات، ليواجه المشروع معارضة واشنطن التي خرجت من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد عام 2015 بجهود طيبة وحكيمة من السلطنة وأعادت فرض العقوبات على طهران في 2018.