عبدالله الشافعي- شؤون عمانية
تحرص الكثير من الدول على تعزيز العلاقات مع سلطنة عمان لما تقوم به من دور يساهم في حل مشاكل منطقة الشرق الأوسط وكذلك المشكلات الدولية، في ظل ما تنتهجه من سياسة حكيمة ومستقرة وما تمتلكه من ثقل دبلوماسي.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، سلطنة عمان، تلبية لدعوة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، الإثنين، لبحث العلاقات المشتركة.
وعلى ضوء هذه الزيارة، كيف تنظر إيران للدور العماني إقليميا ودوليا، وما أهمية هذه الزيارة المرتقبة، والتي سبقها زيارة وفد تجاري إيراني لبحث التعاون الاقتصادي مع مسؤولين ورجال أعمال عمانيين؟
يرى الدكتور محمد صالح صدقيان، مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، أن أهمية هذه الزيارة تكمن في إطار 3 مسارات تتلخص في مسار العلاقات الثنائية بين مسقط وطهران ومسار العلاقات الإيرانية الخليجية ومسار العلاقات الإيرانية الدولية.
العلاقات العمانية الإيرانية
وأكد في تصريحات لـ”شؤون عمانية” أن الرئيس الإيراني سوف يبحث مع جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله جميع الملفات التي تهم الجانبين وكذلك التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم لتنشيط العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
ولفت “صدقيان” إلى أن الزيارة سوف تعزز العلاقات الثنائية في ظل توافر الإرادة من البلدين لتعزيزها، موضحا أن هناك تقدما كبيرا في العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة انعكس على حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين، وأن الشعبين لهما تاريخ مشترك ممتد في عمق التاريخ.
الدور العماني في منطقة الخليج
وتحدث مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية عن أهمية زيارة الرئيس الإيراني لسلطنة عمان نظرا للدور الذي تلعبه السلطنة باعتبارها عضوا في مجلس تعاون الدول الخليجية، وما تتمتع به من علاقات طيبة مع كل دول مجلس التعاون وما تمتاز به من سياسة مستقرة مبنية على الحكمة والتأني في اتخاذ القرارات.
وذكر أن هذا النهج الذي تسير عليه سلطنة عمان ساعدها في الدخول كوسيط واعتمادها من الدول الكبرى ومن المنظمات الدولية كوسيط يمكن الاعتماد عليه، مؤكدا أن إيران تقدر هذا الدور العماني للمساهمة في تعزيز العلاقات الإيرانية الخليجية بما يخدم إحلال السلام في المنطقة.
الدور العماني دوليا
وبحسب الدكتور محمد صالح صدقيان، فإن أهمية زيارة الرئيس الإيراني لسلطنة عمان دوليا تكمن في الثقل الدبلوماسي للسلطنة وعلاقاتها الجيدة مع كل دول العالم، وما يمكن أن تلعبه من دور مؤثر في تحسين العلاقات الإيرانية الغربية.
واستشهد في حديثه بدور سلطنة عمان: “كانت السلطنة من أسباب فتح باب الحوار الذي وصل في النهاية إلىى الاتفاق النووي عام 2015 وكلنا يتذكر زيارة السلطان قابوس إلى طهران وبدء المفاوضات عام 2013 حتى الوصول إلى الاتفاق النووي عام 2015، كما أن السلطنة تحافظ على هذا الدور لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ودور سلطنة عمان في هذا الملف مهم بالنسبة لإيران”.
كما بيّن “صدقيان” عددا من الأمور التي ساهمت فيها سلطنة عمان لحل بعض المشاكل مثل ما قامت به كوسيط للإفراج عن معتقلين في طهران وتبادل المحتجزين بين إيران والدول الغربية والإفراج عن الأرصدة المالية الإيرانية المحتجزة في بنوك أسيوية أو أوروبية.