مسقط- شؤون عمانية
أكد الصادق إبراهيم الرزيقي، رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين رئيس الفيدرالية الأفريقية للصحفيين “اتحاد الصحفيين الأفارقة” ونائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، أنه منذ أن تقدمت جمعية الصحفيين العمانية بطلب استضافة المؤتمر العام للاتحاد الدولي للصحفيين ٢٠٢٢، كان هناك إجماع دولي من المجتمع الصحفي العالمي أن هذا المؤتمر سيكون علامة مضيئة في تاريخ العمل النقابي الصحفي الدولي، وذلك لسببين أولهما هو مكان انعقاد المؤتمر ودلالاته حيث ينعقد في سلطنة عمان التي عرفت عنها حكمتها ومكانتها الدولية واحترامها لقيم الصحافة وقيمة الحرية الصحفية، واحترامها للتقاليد والأعراف الصحفية والاهتمام والتطور الكبير في مجال العمل الصحفي والحفاظ علي حقوق الصحفيين، والثاني هو قدرة جمعية الصحفيين العمانية علي جمع هذا العدد الكبير من قادة الاتحادات والنقابات والمنظمات الصحفية الدولية والإسهام في تلبية مطلوبات المرحلة الراهنة، من أجل ترقية العملية المهنية وإنشاء قاعدة صلبة للدفاع عن حقوق الصحفيين وحرية الكلمة.
واعتبر “الرزيقي” أن هذا المؤتمر بكل مؤشراته سيسري دعائم جديدة لتعزيز التضامن الصحفي العالمي وحشد الارادة الصحفية الدولية وراء قضايا الصحفيين حول العالم، وبلورة تصورات ومناهج وبرامج فعالة تنطلق بها نحو غد أفضل للصحفيين من ناحية الحماية والحقوق والتشريعات وغيرها بما يحفظ للصحافة مكاسبها ودورها في المجتمعات الحديثة.
وأكد نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب أن عدة دول تقدمت من بينها دول أوروبية مثل روسيا ودول آسيوية لاستضافة هذا المؤتمر لكن في اجتماعات طويلة للجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين وعبر نقاشات متعمقة للنقابات والاتحادات خلال ثلاثة أعوام، ونظراً لما قدمته جمعية الصحفيين العمانية من تصورات مقنعة وخطط بناءة وافق الجميع علي إسناد تنظيم واستضافة هذا المؤتمر في العاصمة مسقط، موضحا أ، الكل يعلم أنه سيكون حدثا ضخما غير مسبوق تتجلي فيه روح السلطنة وعراقتها وتاريخها وإسهاماتها الحضارية كبلد عريق وتظهر فيه ملامح الشخصية العمانية التي ستضيف الجديد وتقدم تجربتها الرائدة وهي تستلهم الكثير من تقاليدها لجعل الصحافة الدولية والعاملين فيها يرسمون معالم الطريق الجديد في مواجهة التحديات والصعوبات التي يواجهها الصحفيون في العالم.
وأوضح رئيس الفيدرالية الأفريقية للصحفيين أن حضور العدد الكبير من الصحفيين من كل أرجاء العالم لهذا المؤتمر يأتي عقب تطورات مهمة للغاية شهدها العالم وأثرت في مسيرة الصحافة والإعلام، أهمها جائحة كورونا التي ألقت بظلال كثيفة سالبة على الصحفيين فضلاً عن ظهور معوقات وصعوبات كثيرة في المجالات المهنية والنقابية تتطلب رؤي تواكب مستجدات الواقع الصحفي الدولي، كما أن ما يشهده العالم من تحولات ومشكلات سياسية وأمنية وثقافية واجتماعية له تأثيراته علي الصحافة ولا ينبغي للاتحاد الدولي وهو يعقد هذا المؤتمر من تجاهلها، وهذا يجعل من مؤتمر مسقط المقبل نقطة ارتكاز وانطلاق جديدة للاتحاد الدولي حيث تلتقي الاتحادات والنقابات وممثليها في نقاشات وحوارات تخلُص إلى قرارات ونتائج تعزز حرية الصحافة وتقود إلى غد أفضل للصحفيين وهذه قيمة المؤتمر الحقيقة وعبقرية المكان.
وأضاف الأستاذ إبراهيم الصادق أن جمعية الصحفيين العمانية لعبت دورا كبيرا وقادت بنجاح عملية الاستضافة للمؤتمر من ناحية الترتيبات والتحضيرات والتواصل مع كل الدول الأعضاء من مختلف قارات العالم، وأظهرت قدرتها الفائقة في ترجمة الآمال العراض إلى واقع عملي تغلبت فيها علي كثير من المشكلات التي تظهر في هذا النوع من المؤتمرات الضخمة التي يحدث فيها الكثير من أوجه القصور.
وقال إن جمعية الصحفيين العمانية حتى هذه اللحظة قبل موعد انعقاد المؤتمر تمضي نحو غاياتها باقتدار وقوة وثقة دون أي تقصير أو ملاحظات، الأمر الذي يجعلنا نقول أن المؤتمر ظهرت إرهاصات نجاحه قبل أن يبدأ، وما يهم الآن أيضا أنه ليس مؤتمرا واحدا فهناك أيضا مؤتمر الفيدرالية الآسيوية للصحفيين في مسقط يتزامن مع هذا المؤتمر.
ونوه نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب إلى الدور الذي قام به اتحاد الصحفيين العرب، حيث أكد أن الاتحاد كان ولا يزال داعما لجمعية الصحفيين العمانيين، فاستضافة سلطنة عمان للمؤتمر محل فخر وزهو لا ينقطع و سبق أن وقف اتحاد الصحفيين العرب مع ملف السلطنة في استضافة هذا المؤتمر وسيواصل في هذا الدعم الذي نتمنى أن تتبوأ فيه جمعية الصحفيين العمانية مكانتها اللائقة في الاتحاد الدولي للصحفيين والفيدرالية الآسيوية للصحفيين بالإضافة إلى وجودها في الأمانة العامة وقيادة اتحاد الصحفيين العرب، فالعرب داعمون لهذا المؤتمر وكلهم عون للجمعية حتي يكون حدثا تاريخيا فرديا لا مثيل له يليق بمكانة سلطنة عمان الدولية.
وأشار رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين إلى أن المكاسب التي يمكن أن تتحقق من استضافة هذا المؤتمر كثيرة ولا حصر لها، فمجرد استضافة المؤتمر يعد مكسباً، لكن الأهم منه هو ما سيخرج به المؤتمر من قرارات ويرتبط بمسقط مقر الانعقاد، و من الضروري ان يطرح إعلان جديد لحماية الحريات الصحفية وحماية الصحفيين على غرار إعلان ويند هوك (اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من مايو من كل عام) ونقترح هنا أن تنطلق في هذا المؤتمر دعوة مفتوحة ليوم الصحفي الحر، او إعلان جائزة دولية لحرية الصحافة أو تأسيس منصة دولية لملاحقة منتهكي حرية الصحافة والاعتداء علي الصحفيين، كما أن لقاءات الصحفيين مع بعضهم البعض سيوفر فرصا للتحاور والتفكير والتفاهمات وتوقيع الاتفاقيات الثنائية بين النقابات والاتحادات.
واختتم رئيس الفيدرالية الأفريقية للصحفيين قائلا: “نحن قادرون عبر هذا المؤتمر في سلطنة عمان على تقديم نهج جديد وصورة مبهرة لعالمنا العربي ونضع أنفسنا على واجهة العالم من جديد وليس هناك ما هو أقدر وأفضل من سلطنة عمان لتتزين بهذا الزي البديع”.