مسقط – شؤون عمانية
تناولت دراسة بحثية لكل من الباحثة سالمة بنت هلال بن ناصر الراسبية باحثة تربوية بمحافظة جنوب الشرقية والدكتور أحمد بن سالم الحضرمي أخصائي جودة بديوان عام الوزارة أثر تطبيق التعليم عبر المنصات التعليمية على استجابة أولياء الأمور في محافظة جنوب الشرقية.
ودعمت نتيجة هذا البحث اتجاه أهمية التعلم عبر المنصات التعليمية، مع التركيز على معالجة جوانب التطوير وتعويض الفاقد من التعلم للطلبة، وذلك من خلال عمل برامج مخصصة وحصص تقوية للطلبة، وإثرائهم علمياً، واكتساب المهارات اللازمة في كل مقرر دراسي، كما أن نتائج البحث أكدت على أهمية تعزيز الرقابة الذاتية، ومساعدة الطلاب على تقليل توظيف الإنترنت في أمور ترفيهيه، حتى لا يصلوا إلى إدمان الإنترنت، والتي لها آثار سلبية كزيادة القلق والاكتئاب، والعنف الأسري، والتنمر بين الأفراد داخل الأسرة الواحدة أو بين الطلبة وأقرانهم في الحرم المدرسي والمجتمعي.
كما أظهرت نتائج البحث دور ولي الأمر ومدى استجابته السريعة لتعليم أبنائه عبر المنصات التعليمية، ودوره في مشاركة أبنائه المهارات الحياتية اليومية، وإدارة أوقاتهم بما يخدم العملية التعليمية، وتعاونه البناء في ذلك، وهذا مؤشر يدل على مدى أهمية الشراكة المجتمعية، وبما يخدم العلمية التعليمية، ويحقق أهدافها.
كما أشارت نتائج البحث إلى الأعباء اليومية التي زادت وتضاعفت على ولي الأمر سواء في متابعة تعلم ابنه عبر المنصات والإشراف على إتمام ابنه الواجبات المدرسية بالمنزل، كما ضاعف قلقه هو بطء الشبكة العنكبوتية.
اعتمد البحث على 380 من أولياء الأمور بجنوب الشرقية بولاياتها الخمس، وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف المستجيبين يدرس أبنائهم في الحلقة الأولى والحلقة الثانية، أو الحلقة الأولى مع الحلقة ما بعد الأساسي، وهما الصفين (11-12)، ويُظهر أن نسبة مستخدمي الهواتف لتصفح المنصات التعليمية من الطلبة والطالبات تجاوزت 70%، أي أن 7 من بين 10 طلبة يستعملون الهواتف للتعلم عن بعد، ويعزو الباحثان ذلك إلى ارتفاع أسعار الألواح الذكية كالأيباد واللاب توب والأجهزة المكتبية، واستغلال بعض أصحاب هذه المحلات وقيامهم برفع الأسعار مما جعل أولياء الأمور يكتفون بهواتف أبنائهم الطلبة، كما اشارت نتائج البحث سرعة الشبكة التي يستعملها الطلبة في محافظة جنوب الشرقية بولاياتها الخمس، حيث أن أكثر من ثلث العينة يستعملون شبكة انترنت ضعيفة، وأن اكثر من النسبة المتبقية يستعملون شبكة متوسطة السرعة، كما يرى أولياء الأمور أن تطبيق المنصات التعليمية تسهم بدرجة متوسطة في إتاحة التعلم في أي مكان يتواجد فيه الطالب،
كما أظهرت نتائج المتوسطات الحسابية للبعد المادي، والتي جاءت استجابة أفراد العينة بين المتوسطة والكبيرة جدا على المستوى الكلي للمحور، وعلى مستوى جميع العبارات، وجاء أعلى متوسط للعبارة: يُكلفني التعليم عبر المنصات التعليمية دفع فواتير الانترنت بمتوسط (4.39)، تلتها في المتوسط عبارة: يُكلفني التعليم عبر المنصات شراء الأجهزة لتعليم أبنائي بمتوسط (4.24)، ثم العبارة: تُساهم المنصات في تقليل المصاريف الدراسية (الأدوات المكتبية ، الملابس، … إلخ)، وبمتوسط (3.48)، بينما جاء أقل متوسط للعبارة: خفضت المنصات التعليمية المصاريف السنوية لابني مقارنة بالتعليم المباشر بمتوسط (3.27).
وتظهر المتوسطات الحسابية للبعد الرقابي، والتي جاءت استجابة أفراد العينة بين المتوسطة والكبيرة على المستوى الكلي للمحور وعلى مستوى جميع العبارات، وجاء أعلى متوسط للعبارة: تغيب الرقابة الذاتية لدى ابني أثناء الحضور للحصص الدراسية بمتوسط (3.48)، تلتها في المتوسط عبارة: تغيب الرقابة لدى ابني أثناء حل الامتحانات الإلكترونية بمتوسط (3.45)، ثم العبارة: يزيد التنمر الكتابي (الألفاظ السيئة والساخرة) بين الطلبة في الحصة التزامنية بمتوسط (2.91)، بينما جاء أقل متوسط للعبارة: يتغيب ابني عن الحضور الفعلي للحصص الدراسية بمتوسط (2.62).
وتظهر نتائج المتوسطات الحسابية لبعد الصحة النفسية، والتي جاءت استجابة أفراد العينة بين المتوسطة والكبيرة على المستوى الكلي للمحور وعلى مستوى جميع العبارات، وجاء أعلى متوسط للعبارة: نمت المنصات التعليمية ميول ابني إلى الجانب التقني بمتوسط (3.48)، تلتها في المتوسط عبارة: ساهمت المنصات التعليمية في عُزلة إبني عن أفراد الأسرة بمتوسط (3.11)، ثم العبارة: عززت المنصات التعليمية ميول ابني في ممارسة مواهبه بمتوسط (2.79)، بينما جاء أقل متوسط للعبارة: عززت المنصات التعليمية علاقة إبني بأقرانه وأصدقائه بمتوسط (2.67).
أولا: النتائج
وجود تأثير إيجابي متوسط للأبعاد (المعرفية، التنظيمية، الرقابية، الصحة النفسية) على تطبيق المنصات التعليمية (التعليم عن بعد).
وجود تأثير إيجابي كبير لدرجة استجابة أولياء الأمور نحو تطبيق المنصات التعليمية (التعليم عن بعد).
تعتبر الجهود المبذولة والوقت المستغرق في إشراف أولياء الأمور على أبنائهم على الواجبات والأنشطة من أهم تحديات تطبيق المنصات التعليمية (التعليم عن بعد).
ساهمت عوامل الضبط التي اتبعها أولياء أمور الطلبة في مواجهة تحديات التعليم عبر المنصات التعليمية (التعليم عن بعد) كأحد أهم الاستراتيجيات للتقليل من سلبياته.
ثانيا: التوصيات
يوصي الباحثان في ظل النتائج التي توصلا إليها ما يلي:
زيادة دافعية الطلاب نحو التعلم عن بعد من خلال توظيف منصات تفاعلية وبمستوى عالي من الاتقان.
توظيف التقنيات الحديثة في إجراء تغذية راجعة للمهارات التقنية للمعلم، ومستوى أداءه بشكل دوري.
توفير أجهزة لاب توب او أجهزة ذكية (أجهزه محمولة) تحتوي على ملفات مكتبة رقمية وملفات مدمجة تعتبر كمرجع للطالب وتكون مخزنه في الأجهزة ويستفيد منها الطالب أي وقت بدون إنترنت.
تنفيذ ورش تدريبة لأولياء الأمور كيفية التعامل مع التكنلوجيا الحديثة والمرتبطة بالمنصات التعليمية، وتوفير نوافذ رقمية لمتابعة مستوى أبنائهم التحصيلي والسلوكي.
غرس الوازع الديني في الطلبة للرقابة الذاتية في حل الاختبارات والحضور الفعلي للحصص.
توفير عروض وتخفيضات لفواتير الانترنت وتوفير جهاز لكل طالب-إن أمكن- وخصوصاً للفئات ذات الدخل المحدود.
العمل على إجراء الدراسات والبحوث لقياس أثر تطبيق التعليم في العملية التعليمية على مستوى الطلبة العلمي والتقني والمهاري على فترات منتظمة.
إجراء بحوث مقارنة للتعرف على الفرق بين التعليم عن بعد والتعليم المباشر من حيث اكتساب الطلبة للمهارات المعرفية والإدراكية.
إجراء بحوث مقارنة بين جودة التعليم عبر المنصات التعليمية للطلبة في سلطنة عمان والدول الأخرى، وفقًا لمتغيرات (الدولة- النوع –المرحلة الدراسية، وتوفر الإمكانات المادية لولي الأمر، وسرعة الشبكة…وغيرها).
تقديم مقترحات حول تعزيز شبكات الإنترنت للجهات ذات العلاقة لتحقيق النتائج المرجوة من التعليم عن بعد.