مبارك بن سعود الحرسوسي
كلنا نعلم أهمية تمكين المحافظات والاتجاه نحو اللامركزية، وذلك بعد التوجيهات السامية الكريمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـحفظه الله ورعاه- برفع مخصصات تنمية المحافظات من عشرة ملايين إلى عشرين مليون ريال، خلال الخطة الخمسية التنموية الدورية، والتي تستهدف مشاريع تنمية المحافظات الرامية إلى تنشيط الحراك الاقتصادي وخلق فرص عمل للشباب، سواء الباحثين أو أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
نقترب من العامين منذ تم دمج البلديات مع المحافظات، خطوة جيدة نحو تسهيل العمل ومعرفة الاحتياجات والأولويات من الميدان مباشرة، وما زلنا نرى بل ويرى الجميع ويطالب بضرورة البدء في معالجة الأولويات الضرورية، مثل موضوع تشقق الطرق الداخلية ووجود الحفر العميقة التي تشكل عائقا للحركة المرورية وتتسبب في تعطل المركبات، نتحدث هنا عن مركز ولاية هيماء، وكذلك هو الحال مع باقي ولايات محافظة الوسطى.
لا أحد ينكر أن هناك جهودا تبذل من قبل المحافظات من خلال طرح المناقصات والمشاريع، ولكن الأمل والطموح أكبر بالإسراع لإنهاء هذه المشاريع لترى النور، ولسان الحال يقول: “من العشرين مليون نريد مليون ريال لمعالجة الضروريات الأساسية”.
بالتأكيد الحدائق والمنتزهات مهمة للاستجمام وجذب الاستقرار قبل جذب السياح للمحافظة، ولكن قطاع الصحة والتعليم العالي ضروري أيضا، وإن كانت بعض المشاريع أكبر من موازنة تنمية المحافظات وتتبع موازنة الوزارات، إلا أنها تأخرت كثيرا، فوجود خدمات صحية ذات جودة وتعليم مناسب وجيد لخدمة الشباب، وسوق عمل جاذب من خلال خلق وظائف وإحلال بعضها وتخصيص البعض لأبناء المحافظة خصوصا القطاع الخاص وبالأخص قطاعات الموانئ والنفط والغاز من خلال تدريب وتأهيل الشباب.
كل هذه مطالب يأملها المواطن، ويثق بأن الجهات تعمل من أجل ذلك، ولكن ما زال البطء والروتين والبيروقراطية وعدم تحقيق المركزية الكاملة للمحافظات تعمل على الحد من سرعة حصول الخدمة المأمولة ووجودها على أرض الواقع، مع أملنا أن نرى بلدنا تساير الركب في عالم متغير ومتسارع في مختلف المحالات.