الكاتب: بدر العبري
بداية لابدّ من رسالتين: رسالة مواساة وتعزية لأسرة الفقيد سعود الرّواحيّ، وهو يؤدي واجب الوطن، رحمه الله تعالى ورضي عنه، وجميل أن يخلّد المركز التّجاريّ نضاله في المركز ولو بجناح بسيط فيه وبشكل معبر ردّا لجميله، كصورة تذكاريّة معبرة مثلا.
ثانيا: نبعث رسالة شكر لشرطة عمان السّلطانيّة، ونضالها الكبير في خدمة الوطن وأمنه، وهذا لا يخفى على أحد بحال، وشكرهم أقلّ واجب يقابل جميلهم، وإن كان أداؤهم واجبا وطنيا، إلا أنّ سدّهم لهذه الثّغرة ليس بالأمر الهين بحال من الأحوال!!
لقد مر اليوم الأسود يوم السّبت 30 ديسمبر 2017م مرورا مظلما، في وقت تعوّد النّاس على الأمن، خاصّة في مثل هذه الأماكن، والّتي تشكل مركزا اقتصاديّا وتجاريّا وسياحيّا مهما، على مستوى أهالي المنطقة، أو على مستوى السّياح من الدّاخل والخارج.
ولا يخفى على أحد الوضع الأمنيّ غير المستقر في المنطقة، مع الوضع الاقتصاديّ المتراجع، هذا بدوره يجعل ضرورة وضع التّدابير الأمنيّة في المرحلة القادمة!!
ولا أتحدث هنا كمحلل لهذه الحادثة، أو باحث في الأمن العامّ، فلست بهذا ولا ذاك، ولكن أتحدث كقارئ بسيط لما يجري في المنطقة، فهذه الحادثة قد تكون عفوية، وهذا ما رأيناه حسب التّصريحات الرّسميّة، ولكن لا يمنع أن نحتمل واحدا بالمائة أنّ خيطا خارجيّا أو داخليّا ربما يدور حولها، أو يستغل الفرصة بعد حدوثها!!!
لهذا في نظري أصبحت الحاجة ماسّة في ضبط منافذ الدّخول في مثل هذه الأماكن التّجاريّة، والّتي يقصدها السّياح من الدّاخل والخارج، وكذا الحال في المنتزهات ونحوها، فلا معنى أن تكون مفتوحة يدخلها المجنون والعاقل، المسالم والّذي في قلبه غرض آخر، خاصة ومسقط أصبحت مليئة بتكدس الجنسيات المتعددة، والعديد من هؤلاء مشردون بلا وظائف ولا مال ولا تأمين!!
فالإنسان تبقى الحيوانيّة لصيقة به، ويتوحش إذا فقد أيّا من إنسانيته وحاجياته، ولهذا في نظري في المرحلة القادمة، للحفاظ على الاستقرار الأمنيّ نحن بحاجة مع التّدابير الشّرطيّة والعسكريّة، ووضع التّدريبات، والرّقابة على منافذ الدّخول وبعدها؛ نحن بحاجة أيضا إلى علاج جذريّ للعمالة المتكدسة في غرف – غالبها غير قانوني ولا مصرح به – في الأماكن السّكنيّة، والعديد من هؤلاء لا وظائف لهم ولا مال، وينشرون في الحدائق والمراكز التّجاريّة تسلية للوقت، أو بحثا عمّا يشبع شهواتهم، فإذا كان من ضرورة من وجودهم لابدّ من التّعامل معهم كبشر، ولابدّ من تأمين لهم، وإلا فخطرهم الحيوانيّ البشريّ طبيعيّ قد يظهر بين فترة وأخرى!!
كذلك الحال بالنّسبة للشّباب العمانيين، والّذين لم يتيسر لهم الحصول على وظيفة، ولا يوجد تأمين ماليّ لهم يشبع حاجاتهم الضّروريّة، هنا الحالة ملحة لعلاج مثل هذه الحالة، قبل أن تتفاقم، ويظهر سخطها بعد حين، أو يسهل شرائها من خارج حدودها!!