شؤون عمانية- عبدالله الرحبي
إن شهر رمضان بما يحمل من رسالة عملية تربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل، يعد فرصة للتخلي عن العادات السيئة ومن بينها التدخين.
وكشفت بعض الدراسات أن التوقف عن التدخين لمدة شهر كامل من شأنه أن يزيد فرص الشخص في الإقلاع النهائي خمس مرات، فببلوغ الأسابيع الأربعة تزداد فرص تعود الجسم على الإقلاع عن التدخين.
ويعد صيام رمضان بمثابة فرصة ثمينة للإقلاع عن التدخين، وأن السبب وراء ذلك يعود إلى أن المدخن يقبل على السجائر خلال فترة الليل فقط في رمضان، بمعدل أكثر من استهلاكها في الأيام العادية، كما يلجأ بعض المدخنين إلى محاولة التوقف عن التدخين خلال الشهر الفضيل، مغتنمين فرصة الصيام .
وحول هذا الموضوع قالت الدكتورة هدى بنت أنور، طبيبة الأسرة ومديرة الرعاية الصحية الأولية بمحافظة مسقط، أن الصيام يفرض الانقطاع عن التدخين لفترة طويلة من اليوم، ولا يتيح للمدخنين الفرصة لممارسة التدخين لساعات طويلة، مما يقلل استهلاكهم من السجائر ومشتقات التبغ الأخرى، هذا بالإضافة إلى العديد من النشاطات التي يقوم بها الصائم بعد الإفطار من زيارات عائلية وصلاة، والتي تشغل الإنسان عن التدخين وتساعده على الإقلاع نهائياً عن هذه العادة الضارة، من خلال التخفيف من التدخين في شهر رمضان إلى حد كبير.
ونوهت بأن الإقلاع عن التدخين ليس مهمة سهلة وهو يتطلب إرادة كبيرة، ولهذا نصحت وقالت إن كل جزء من أعضاء جسم الإنسان له أثر سلبي على صحة الإنسان، أضرار التدخين على الرأس والعنق يسبب أمراض سرطان الفم وأمراض اللثة والسكتة الدماغية، كما يتأثر القلب والشرايين والجهاز التنفسي وقد يصاب المدخ بأمراض الرئة ونوبة الربو والالتهاب الرئوي ومرض الارتداد الرئوي المزمن وغيرها من الأمراض.
كما أن التدخين يعد سببا من أسباب تلوث اللثة والأسنان وأضرار تطال حتى الأسر صحيا ونفسيا واقتصاديا.
وأوضحت الدكتورة هدى بنت أنور أن الإقلاع عن التدخين من محاسنه حماية الشخص صحيا وجسميا وبدنيا وحماية الأسرة والشعور بحياة أفضل وأجمل، واكتساب طاقة جسمية أفضل وأسنان أكثر بياضا وتحسن البشرة والتمتع بمذاق الطعام بشكل أفضل.
ونصحت أنه على المدخن اتخاذ القرار المناسب وتحديد موعد للإقلاع عن التدخين، والتعرف على الأعراض التي تنتج بعد التوقف عن التدخين حتى يتم التعامل معها بصور صحيحة، فبعض الأعراض التي يلاحظها خلال فترة التوقف بعد عشرين دقيقة تعيد بعض المؤشرات الصحية إلى وضعها الطبيعي، كدرجة حرارة اليدين ودقات القلب وضغط الدم، وبعد أسبوعين تعود دقات القلب إلى دقاتها الطبيعية.
وأشارت إلى أن المدخن ينتابه في البداية عند ترك التدخين حالات من الغضب والانزعاج ولكن ذلك سيتلاشى بالتعود وتزيد الطاقة الإيجابية لديه.
وأضافت أن الصوم أحد العوامل التي تدفع المدخن للإقلاع، لأنه يقضي نهاره بالصيام، فلا بد أن يتعامل بأساليب صحية وترويض النفس والتعامل مع الأعراض الانسحابية التي تحدث بسبب التدخين، وتحمل الرغبة الجامحة للتدخين، وسوف تقل بكل تأكيد، ويمكن الانشغال بالرياضة والمشي والتمارين والتأمل والاستحمام بالماء الساخن و الابتعاد عن الكافيين والقراءة وأخذ قيلولة والابتعاد عن الضغوطات، والنوم والراحة وشرب الماء بكميات مناسبة وتناول وجبات خفيفة وقليلة الدسم، وطلب التعزيزات من الأهل والأصدقاء لدعمه في الاستمرار في البعد عن التدخين، ودائما يذكر ذاته ليتعرف عن الأعراض ويقاومها ويتحملها، وسوف تقل لاحقا.
وتابعت أنه من المهم توظيف شهر الصوم بوضع برنامج خاص للإقلاع عن التدخين، ومع نهاية الشهر يكون الجسم قد تخلص من ترسبات النيكوتين، وعليه بالمواصلة والتحلي بالعزيمة، حتى يبتعد نهائيا عن التدخين.