مريم الشكيلية
منذ بداية النهضة المتجددة بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه في العام 2020، دخلت رؤية عمان 2040 حيز التنفيذ لتكون الرؤية الشاملة لنهضة سلطنة عُمان المتجددة والواعدة، والتي يعول عليها في كافة المجالات لكي تأخذ عمان وشعبها إلى مصاف الدول المتقدمة، إن طُبقت بشكل صحيح كما رُسم لها بأن تسهم في خدمة الشعب والوطن وأن تكون بوابة الرفاهية للشعب وتحقيق آماله وتطلعاته المستقبلية.
لكن هذه الرؤية لا يعرف الكثير منا غير اسمها فقط، ولا يدرك أهميتها وكل القرارات والخطط التي يسمعها من خلال التلفزيون لا يفهم مضامينها ولا يعرف إن كانت تصب في مصلحته أم لا، وتجد الكثيرين من شرائح المجتمع يتخبطون في التحليل وقراءة الواقع الجديد، وكثير من أفراد المجتمع العماني -كما هو معتاد- ينخرط في هموم ومجريات الساحة العمانية وفي كل جديد تجده حاضرا، ولا يعيش حياته الخاصة فقط وإنما يتأثر ويتابع ما يحدث من حوله من أمور تهم وطنه ومستقبله.
وللتعريف برؤية عمان 2040، قُدمت الكثير من الحلقات التلفزيونية والإذاعية، وتم استضافة العديد من المهتمين والمسؤولين وغيرهم للحديث عن الرؤية ومحاورها وتطلعاتها، ولكن وعذراً لم يكن كافيا فهي إلى الآن من وجهة نظري لم تصل إلى كل الشرائح، فالمجتمع به أفراد متفاوتون في التعليم ولا يمتلك الجميع الفدرة على استيعاب حديث الأرقام والتحليلات الاقتصادية وغيرها.
إذن لماذا لا يكون هناك مدخل لجعل الرؤية مفهومة بشكلها العميق والسلس إلى كل هؤلاء؟ -أقصد أفراد المجتمع ككل.
هناك برامج التواصل الاجتماعي والكثير من المشاهير، وفي اعتقادي أنهم إذا تبنوا توضيح الرؤية من خلال مقاطعهم وطريقتهم في الأداء وإيصال المفاهيم وكل ما ينجز بشكل صحيح وهادف، لكانت الرؤية اليوم في متناول كل العقول وفي كل بيت من خلال الاعتماد على متابعة الناس لهؤلاء المشاهير، فكما نجدهم يروجون لمطعم أو مقهى أو مزرعة وغيرها من مشاريع الناس الخاصة، لماذا لا تكون هناك جهة تدعمهم وتكلفهم بإيصال فكرة الرؤية وخططها حتى يسهل فهم العامة لما يجري، ويساهم بعدها في تنفيذ وترويج الرؤية فيما بعد، لأن الرؤية تحتاج إلى كل فئات المجتمع لتكون مسار حياة نحو سمو الأهداف والإنجازات الشاملة لتحقيق الغاية منها على المدى القريب والبعيد.
إن هذه البرامج قد فرضت نفسها علينا وهي في متناول الجميع اليوم الصغير والكبير والمتعلم وغير المتعلم والمثقف وغير المثقف، لماذا إذن لا تكون منصة لترويج وطنية الرؤية العمانية من خلال المشاهير ومن لهم جماهيرية كثيرة من المتابعين ونحن نعلم اليوم مدى تأثر الناس بهم ومتابعتهم و”شاهين” كان خير مثال.