سعاد بنت علي العريمية
ريان يا حبيبا لم نلتقيه، ويا طفلي الذي لم ألده، ويا أم ريان الصابرة، ويا شعب المغرب بأسره، كانت قلوبنا معلقة بالأمل ولم نكف عن الدعاء بأن يخرج ريان حيا من غياهب الجب، لم نملك حينها إلا الدعاء بسلامة ريان ونجاته من هذه الظلمات “ظلمة البئر، والبرد، والعطش، والجوع، والألم”.
عيوننا كانت شاخصة أمام شاشات التلفاز، وكلما تقدمت عمليات الحفر كلما زاد أملنا بنجاة ريان، ولكن صعوبة طبيعة المكان في قريته الصغيرة شفشاون ذات التربة الهشة، جعلت الأمر يطول أكثر من المتوقع ليصل المنقذون له في اليوم الخامس، وكلما مر يوم كلما قل أمل النجاة، لكن كان إيماننا بقدرة الله والإيمان الذي بثه جميع المغاربة في ذلك المكان بتكبيراتهم وأدعيتهم لنجاة ريان كان يعطينا سانحة أمل في أن نرى ريان حيا، رأينا في هذا الحدث قوة إيمان الشعب المغربي وعزيمتهم القوية في إنقاذ ريان، وتآلفهم في هذا الحدث.
رأينا العالم العربي بأسره يدعو لريان بنجاته من ظلمات الجب كما نجّى الله نبيه يوسف عليه السلام.
ريان.. لي طفل في عمرك، كنت أشعر بأنه من وقع في البئر فيتألم قلبي أكثر، وكنت أود أن أنتشلك من البئر، وكلما تحدث طفلي تذكرتك، وكلما تحرك تذكرتك.
نمنا على أمل أن نجد ما يفرح قلوبنا بخروجك من البئر حيا، وقمنا على خبر مفارقتك للحياة، فتلون صباحنا بالحزن والأسى على فقدك، ذكرتني هذه الصباحات بفقد من عز علينا فراقه سلطاننا الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، يشبهها في عمق الحزن وفي وحشة الفقد.
كل العالم العربي بكاك يا ريان بكاء مريرا، ولكن بكاء أمك أعظم، فاللهم ألهم والديه وأهله الصبر والسلوان واجعله شفيعا لهما.
إلى جنات الخلد يا ريان مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا، أبدلك ربي بخير عظيم وجنة لا ظمأ فيها ولا نصب.
*الصورة من محرك البحث العالمي (جوجل)