الشاعر محمد الفوز *
أرقى من الحب في إحساسك الغجري
ماذا أقول و دمعي ذاب في صوري
وجه المرافئ يحدو صيفَ ذاكرتي
إلى الطفولةِ حتى ضقتُ بالكِبَرِ
ضمي خياليَ عرّاباً ؛ لقافيةٍ …
خجلى من الشوق في بَلّورةِ العُمُرِ
أنا المبعثر حدّ الخوفِ لو عصفتْ
بي الظنون التي وكّلتُها قدري !!!
ياللضياع المدوّي كلما : سقطتْ
أوراقُ روحك في تنهيدةِ الضجرِ
سمّيتُكِ (الأرض) فانساب الهوى فرحاً
يمشي على البيد خلاباً مع الشجرِ
أنقى المشاعر تدري أنكِ … سَفرٌ
من الحكايا التي ماملّها سفري
(مصرُ) التي غَرّها الإيقاع ؛ فارتسمتْ
… على شفاهكِ أحلى ضحكةِ الوترِ
غنى لكِ الليلُ يا (مال الهوى) قمراً
يبوحُ بالفن حتى عافني قمري !
أنتِ (العروبة) ؛ هل يكفي؟ إذا امتلأتْ
بك (الأحبة) لو ضجوا من الكدرِ؟
أراكِ صبحاً ندياً في دجى أملي
… من بعد ليل طويلٍ خانه سهري
نبعٌ حزين المراثي (نيلُ) ملهمتي
يجري بطول المنايا دونما خَوَرِ
على (السرايا) ركبتُ الآه منتفضاً
من المواجع ألهو في رؤى الجُزُرِ
أنا هدوءُ ضجيجٍ لم يعد سبباً
للتائهين على تلويحة النظرِ
نبّأتُ (بلقيس) ألا عرش يسكنني
إلا بـ (مصر) التي سلَّمتُها نُذُري
(كيوبيدُ) أغوى جميلاتي ؛ بموعدنا
من غير سهمٍ تبدّتْ رحلةُ الخطَرِ
أما (زليخةُ) في عينيكِ ؛ حائرةٌ …
يا أجمل الوقتِ حيي غمزةَ الخفَرِ
في عزِّ(يوسف) لا ذئبٌ .. يؤرقني
جوار صمتكِ هانتْ قبلةُ الحذرِ
فردوسك المشتهى يبدو/كأمنيةٍ
طوّقتُ حانتها في حفلةِ السَّكرِ
لُفي بخصركِ هذا الرقص يأسرُني
… مع الدلال الذي يرتجُّ كالمطرِ
وكانتْ الرغبةُ العمياء ؛ تدفعُني
على مسافة شرِّ جلَّها بصري !
حوريةٌ باتساع الشوق جمّلها
حضنُ المساء الذي يزهو من الحَوَرِ
في كعبكِ اختصري المعنى بلا لغةٍ
أبكي الحروفَ كأني عدتُ للصغرُ
أنا خمائلُ شرقيِّ تراودني
طهرُ المروج على تغريدة المطرِ
فلتعرفيني إذا أكملتُ ترجمتي
على كتابكِ لا تستعجلي سورِي
قرآنُ بوحٍ تدلى مثل ساريةٍ
على بحاركِ حتى تنتشي دررِي
لابد من (مصرَ) مهما راقني بلدي
كي ألتقي (بدوكِ)-المفتون- بالحضرِ
*شاعر وكاتب سعودي له عدة دواوين منشورة منها: بكاء النبيذ، حصار أفلاطون، الخائفون من الشبه، إعادة تشغيل الجسد، الحذر من إمرأتين في مكان واحد، وغيرها