فايزة محمد- شؤون عمانية
جاء الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله- الذي ألقاه اليوم بمناسبة الذكرى المجيدة الثانية لتولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد، ليؤكد مجددا أن مسيرة النهضة المتجددة ماضية في طريقها بكل قوة وثبات واقتدار، من أجل تحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية، التي رسمها الفكر الثاقب لجلالته –أعزه الله- من خلال خطة التوازن المالي وخطة التحفيز الاقتصادي، وبقية الخطط التي تهدف إلى الوصول بالوضع المالي لمستويات الاستدامة المالية وتحقيق التنمية الاقتصادية في البلاد، وهذا ما أكدت عليه المؤسسات الاقتصادية العالمية وتقارير صندوق النقد الدولي في تقاريرها المختلفة.
من يتأمل الخطاب السامي لجلالة السلطان اليوم يجد أنه حمل عدة رسائل مهمة، أبرزها:
رسالة إلى المواطنين بأن الحكومة لن تتوانى عن بذلِ كلِّ ما هو متاح من أجلِ بناءِ مُستقبَلٍ زاهرٍ؛ لأبناء الوطن الأوفياء.
والرسالة الثانية وجهها جلالته إلى شباب الوطن، أمل المستقبل، حيث قال جلالته –أعزه الله- “لقد جَعَلْنَا الشبابَ في صميمِ اهتمامِنَا واهتمامِ حكومتِنَا، مُتابِعِين الجهودَ المبذولةَ؛ لإشراكِهِم في بناءِ الوطن، وسنَحْرِصُ على أن تكونَ هذه الشـراكةُ أكثرَ شموليةً، وأعمقَ أثـراً”، ولا شك أن هذا الاهتمام السامي بالشباب يؤكد أن المسؤولية على الشباب أصبحت كبيرة وأنهم مطالبون بترجمة الثقة السامية إلى واقع ملموس عبر مساهماتهم في بناء الوطن ورقيّه في جميع المجالات، حيث أكد جلالة السلطان المعظم –أيده الله- أن مختلف مؤسساتِ الدولةِ ومَسْؤُوْليهَا، تعملُ على اعتمادِ منهجياتِ عملٍ مستدامةٍ؛ تُركزُ على إبرازِ إسهاماتِ الشبابِ الفاعلةِ، في هذه المسيرةِ المباركةِ –بإذنِ الله- وتُنَظِّمُ أدوارَهُم في خدمةِ المجتمع”.
وما دام الحديث عن الشباب فلا شك أن أهم ملف يؤرق الشباب العماني اليوم هو ملف التوظيف الذي تسعى الحكومة إلى حلحلته، عبر إيجاد فرص للتوظيف في مؤسسات الدولة المختلفة والقطاع الخاص، حيث قال جلالته “لقد استبشـرْنَا بما أُنجِزَ في ملفِ التوظيفِ خلالَ العامِ المنصـرمِ، بتشغيلِ أبنائِنا رُغْمَ صُعُوْبَةِ المرحلة”، كما وجه جلالة السلطان المعظم –حفظه الله- رسالة إلى القطاع الخاص بضرورة الاهتمام بتوظيف الشباب من الباحثين عن عمل “الذي يُنتَظَرُ منه أن يؤديَ دورَهُ المأمول في حركةِ التوظيفِ، باعتبارِهِ المحركَ الأساسيَ للاقتصادِ والتنميةِ؛ لتوفيرِ فُرَصِ عملٍ لأبنائِنَا وبناتِنَا المُؤهَّلِين، وتأهيلِ مَنْ يَحتاجُ منهم إلى المهاراتِ اللازمةِ؛ للانخراطِ في سوقِ العمل”.
كما وجه جلالة السلطان المعظم –حفظه الله ورعاه- رسالة إلى رواد ورائدات الأعمال بأن الحكومة عازمة على الأخذ بأيديهم وتشجيع برامج ريادة الأعمال وتقديم الدعم والحوافز للمؤسسات الصغيرة والمتوسط، وأكد جلالته أن هذا الدعم يأتي نظرا لدور هذه المؤسسات في تنشيط الحركة الاقتصادية في البلد وتوفير فرص العمل، ولا شك أن هذه رسالة مهمة من جلالته لأبنائه وبناته من رواد ورائدات الأعمال، فجميعنا نعرف الظروف التي تتعرض لها المؤسسات الاقتصادية في العالم بسبب جائحة كورونا، وسلطنة عمان لم تكن استثناءً من ذلك، وسوف يسهم الدعم السامي في تنشيط هذه المؤسسات حتى تؤدي دورها الوطني المنشود.
كما تضمن الخطاب السامي عدة رسائل حول الاستثمار باعتباره إحدى الركائز المهمة لتنويع مصادرِ الدخلِ الوطني، وحث على استثمار رؤوس الأموال محليا، وتنمية المحافظات وتجهيزها للاستثمار وتوجيه الحكومة بالإسراع في دعم وتطوير منظومة الإنذار المبكر للحد من آثار الأنواء المناخية.
كما تضمن الخطاب السامي إرشادات أبوية من جلال السلطان المعظم –حفظه الله- لأبناء الوطن وبناته بضرورة التمسك بالمبادئ والقيم وعدم نسيان الهوية.