الكاتبة: أسماء سويد*
ملهمتي … غاليتي ….
نوشك ان نودع عاما ونستقبل عاما وهي أيام تتصارع فيها الأفكار والمشاعر.
و قد يرد في ذهنك الكثير من الأسئلة وأهمها : ماهي انجازاتي التي حققتها في هذا العام الذي شارف على الانتهاء ام انه عام آخر سيضاف بدون انجاز يذكر ! وخاصة اننا جميعا في بداية العام نتحلى بالحماس والرغبة والطموح لتحقيق اهداف عديدة في مجالات متنوعة من حياتنا ما نلبث بعدها ان نعود الى دوامة الضغوط التي تسرقنا من انجازاتنا بإرادتنا وتجعلنا نختارها كشماعة نعلق عليها تقصيرنا وعدم استمراريتنا في الوصول الى تلك الطموحات والاهداف، وهو وضع قد نمر به جميعنا الا من رحم ربك ممن استطاعت ان تنظم وقتها وان تنتقل باحترافية ووعي بين ابعاد عدة في حياتها دون ان يطغى بعد على اخر، وسعت جاهدة الى ان تصل للتوازن في حياتها وعملت بتناغم بين مالها وما عليها …
لتستطيعي الخروج من دوامة الضغوط التي تقف عائقا وحاجزا بينك وبين ما نريد تحقيقه عليك ان تعي أولا ضرورة خروجك من دائرة الراحة التي كلما بذلت جهدا للخروج منها عدتي اليها وحاصرتكِ.
منطقة الراحة منطقة مغرية جدا لا تقاوم، وهي مألوفة وتشكل حقيقة كارثة بامتياز في حياتك لرغبتك العارمة للانحياز نحو السهل والمألوف والمريح دون بذل الطاقة او الجهد وانت فيها وتجدي نفسك تدورين في حلقات مفرغة وغير منتجة بدون أي التزام اتجاه تحقيق شيء جديد او خوض تحد ما لتجدي ذاتك تزدادين كسلا وخمولا اكثر فأكثر دون إضافة أي جديد لحياتك او تطوير أي جانب منها وانما الفة الروتين السهل المريح الذي لا يتطلب بذل جهد او تغيير في أي شيء اعتدتي فعله او القيام به …
لماذا تختاري البقاء في منطقة الراحة ؟؟؟؟ هي أسباب لا واعية تتخذينها ذريعة للبقاء في تلك المنطقة المريحة جدا واهمها :
-الخوف من مواجهة المخاوف كالخوف من المجهول فالتجربة الجديدة مجهولة والخوف من فقدان السيطرة او من النتائج غير المتوقعة او الخوف من راي الاخرين.
-الغرور الذي يقنعك انك لست بحاجة الى تجربة الجديد فقد اكتسبت ما يلزم من معرفة في مجالك وانت بها قادرة على ما يلزم لإتمام حياتك دون تجديد الذي يهدر الوقت والمال ويستنزف طاقتك من وجهة نظرك.
والنتيجة الحتمية للبقاء في منطقة الراحة بدون وعي او تبصر تؤدي للأسف الى هدر الإمكانيات والمهارات التي تتمتعي بها دون استثمارها، او توظيفها على اكمل وجه، إضافة الى التحنط الارادي والجمود على جميع المستويات، وعدم التجديد والتطوير، وتتوج النتائج بمشاعر الكآبة والإحباط وقصر النظر مع الانفعال السريع وضعف الذاكرة وفرط تناول الطعام وزيادة الوزن والشعور بعدم الرغبة بفعل أي شيء لانعدام الهدف والرؤية والرسالة.
لمغادرة هذه المنطقة التي تغتالك وتغتال كل ما فيك رويدا رويد …و لنتساعد مع بعضنا ملهمتي الغالية في اتخاذ قرار حاسم وجازم للانتقال الواعي الى منطقة الحياة والتجديد … منطقة النشاط والحيوية … منطقة الإنجاز قدمي لنفسك بحب النصائح التالية :
-ضعي برنامجا ليوم كيف ستقضيه بين العمل والاسرة والوقت الخاص لك واحرصي على إضافة شيء جديد الى يومك ولو كان بسيطا.
-خصصي وقتا للقراءة في المجالات التي تفضليها ثم اعطي نفسك فرصة للقراءة في مجال لا تحبيه للاطلاع عليه قد يساعدك هذا اما على تثبيت فكرة لديك او تغييرها .
-احرصي على تطوير مهاراتك في وضع خطة على المستوى الشخصي وتنظيم الوقت.
-اسمحي لنفسك ان تخوض تجارب جديدة لاكتساب خبرات توسع افق المعرفة لديك من خلال السفر او التوصل مع اشخاص من خارج نطاق العمل او العائلة.
-أحيطي نفسك بدائرة من الأشخاص الناجحين لهم تجارهم في النجاح وتحقيق الأهداف واستعيني بهم للسير عل بعض نصائحهم التي تتناسب مع شخصيتك لتصلي لما تريدي.
-حفزي نفسك بمشاهدة فيديوهات عن الإصرار والتحدي والعزيمة للوصول لما تطمحي اليه وليكن ضمن برنامجك الصباحي بعد صلاة الفجر والاذكار وكوني سببا في تغير حياة أخرى معك وارسليه على مواقع السوشل ميديا.
-اجعلي للرياضة من يومك نصيب سواء المشي في الصباح الباكر او المساء إضافة الى الرياضة التي تساعد على تخفيف الوزن الزائد و تحافظ على لياقتك البدنية.
-ابتعدي عن كل الأجواء السلبية التي قد تؤثر عليك نفسيا سواء الأشخاص او الاخبار او أي وسط ينعكس عليك سلبا.
-غيري تفاصيل بسيطة في شخصيتك بدأ من لون شعرك ان أحببت الى الألوان التي ترتديها بما لا يتعارض مع الدين والاحتشام واضيفي حياة لحياتك.
-غيري ترتيب غرفتك او بيتك واضيفي لمساتك الانثوية اليها مع الروائح والعطور والشموع والفواحات المنعشة.
-اجعلي لنفسك برنامجا روحيا بسيطا فقليل دائم خير من كثير منقطع واحيي علاقتك مع الله وجددي صلتك لتنالي رضاه وتوفيقه.
غاليتي …احرصي بعد وصولك الي منطقة الإنجاز الا ترضخي للكسل والراحة .. وألا تعودي للكآبة والإحباط فدخولك في منطقة الإنجاز بوعي وبصيرة هو انجاز بحد ذاته يحسب لك ..بداية مشرقة بإذن الله في طريق الوعي والانجاز …البصيرة وتحقيق الذات لأنك أنت الأنثى … لأنك الامة … والملهمة .. لأنك تستحقين .
**كاتبة ومدربة في تطوير الذات