زبيدة الرواحية
الطفل يكبر على حب الفضُول والاكتشاف، ويلاحظ ما نقضيه من وقت كبير في استخدام الهواتف، ويبدأ يترسخ في عقله أن هذا الشيء مهم جدا، ويجذبه الفضول بقوة تجاهه.
الموضوع مهم جدا وحساس، وتأثير هذه العادة -استخدام الأطفال للهواتف- سيء للطفل في جميع جوانب حياته.
لذلك.. لماذا يجب علينا منع أطفالنا عن الشاشات في أول عامين من عمرهم؟
إنّ أول سنتين من عمر الطفل يتم فيهما عملية نمو الدماغ بنسبة ٨٠ و٩٠ ٪ ويحتاج الطفل إلى التفاعل المباشر، وشاشة الهواتف أو التلفزيونات ليست تفاعلا مباشرا.
الطفل عندما يشاهد التلفاز ويتفاعل مع ما يشاهده فإنه لا يتأثر بالمحتوى فقط، بل هناك تأثير على المسارات العصبية للطفل، ولذلك فإن جمعية الطب للأطفال وغيرها من الجمعيات الطبية توصي بمنع الطفل من مشاهدة الشاشات حتى عمر سنتين، لأنه الوالد أو الوالدة حين يتم ترك الطفل مع هذه الشاشات فإنه يتم تعطيل نمو الجوانب العاطفية والاجتماعية للطفل.
مخاطر مشاهدة التلفاز
بداية يطور الطفل لغته من البيئة اليومية الطبيعية، والتي تتكون من تفاعل وتبادل لغوي وعاطفي ما بين الطفل ومحيطه.
التلفاز يعزل الطفل عن محيطه، ويمنعه من سماع اللغة واستخدامها.
يؤدي إلى تقليل المداعبة اللفظية التي تقوم بها الأم عادةً، وعدد الأصوات التي يصدرها الطفل أثناء تلك المداعبة.
كُل ساعة يتم فيها التعرض لأجهزة التلفاز يقل عدد الكلمات التي سمعها الطفل من أحد البالغين بمعدل ٧٪.
يؤدي إلى تقليل عدد الكلمات التي يحاول الطفل أن ينطقها أو الأصوات التي يصدرها.
تمنع دماغ الطفل من التطور والنمو، وتعمل على تدمير خلايا الدماغ الضرورية للتعلم والنمو.
يؤدي أيضاً إلى العديد من المشاكل الأخرى؛ كالسمنة وزيادة العنف لدى الأطفال، مشاكل النوم، تشتت الانتباه وضعف في التحصيل الأكاديمي. في النهاية الآباء يجب أن يكونوا قدوة لأبنائهم، فكيف أقنع طفلي بعدم استخدام الهاتف وأنا أستخدمه كثيرا أمامه؟! لذلك فإن سلوك الأم والأسرة هو عامل فعّال في تغيير سلوك الطفل وعاداته وتربيته.