محمد بن عيسى البلوشي*
اتبعت العديد من الدول المتقدمة منهجا جديدا في الظهور الاعلامي على المستوى الرسمي أو على مستوى مؤسساتها العامة والخاصة، وذلك من منطلق المسؤولية الاعلامية الاجتماعية التي تظهر بعضا من الجوانب المتاحة التي يميل الى التقاطها أبناء هذا الجيل عبر وسائلهم الحديثة ويتناولونها في فضاءاتهم الحديثه ليشكلوا معها صورة ذهنية عن الجهة/الشخص المرسل.
ويبدو أن بعض من الحكومات العربية انتبهت مؤخرا إلى هذه الاستراتيجية الجديدة عبر وزاراتها الاعلامية، وأصبحت تنفذ برنامج المسؤولية الاعلامية الاجتماعية في المناسبات والأحداث والزيارات والفعاليات الرسمية وتظهر جانبا اجتماعيا وإنسانيا وحضاريا غير تقليدي.
إن بعض المؤمنين بمنهجية المسؤولية الاعلامية الاجتماعية والواثقين من سمو وقوه رسالتهم يجدون في هذه الأداه الاعلامية المتجددة وسيلة فاعلة وسهلة لإيصال رسالتهم إلى المتلقي، بل وسيلة مبسطة يمكن للجميع أن يفهم أبعادها الانسانية والحضارية والاجتماعية التي يغلف بها صندوق مهاهمة اليومية، فالرسالة مهما كانت معقدة في مفهومها فإن تغليفها الاجتماعي سيعكس أبعادها النفعية الى جميع البشر بمختلف لغاتهم وثقافاتهم.
إن الاعلام اليوم مدعو إلى التفكير من خارج صندوق الروتين في تقديم الاحداث المتدفقة، فالمعلومة تجاوزت مساحة الخبر والتغطية والاستطلاع والتحقيق، لتصل للملتقى في قراءة الى ما وراء الخبر من أبعاد إنسانية واجتماعية واقتصادية وسياسية وغيرها من الجوانب التي تهم جميع الأطراف.
أتمنى حقا أن تهتم المؤسسات المسؤولة عن الجانب الاعلامي ودوائر التواصل والاعلامي في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، باستثمار برامج المسؤولية الاعلامية الاجتماعية وتمكين أدواته، فالتفاعل مع الاحداث تطور مفهمومة وتغيرت أدواته، فالناس لا تنتظر وكالات الأنباء والتلفزيونات كي تقرأ وتشاهد الأحداث، بل أصبحت رسالة المنصات الاجتماعية أكثر سرعة في إيصال المعلومة، ونرجو أن نشتغل عبر هذا البرنامج على تجويدها وحوكمتها.
*خبير إعلامي