مسقط – شؤون عمانية
تترأس معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم ـ رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم وفد سلطنة عُمان المشارك في الدورة الحادية والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، والمنعقد حالياً ـ خلال الفترة من 9 – 24 نوفمبر الجاري ـ في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة وفود الدول الأعضاء بالمنظمة وممثلي عدد من المنظمات الدولية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني. ضم الوفد كلا من سعادة السفير الدكتور حمد بن سيف الهمامي مندوب سلطنة عُمان الدائم لدى منظمة اليونسكو، وآمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، كما يشارك في أعمال الدورة ممثلين عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وهيئة البيئة، وجامعة السلطان قابوس؛ وذلك لحضور أعمال عدد من اللجان المتخصصه المنبثقة عن المؤتمر العام في كل من التربية والثقافة والعلوم والاتصال.
كلمة السلطنة
وألقت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية ـ رئيسة الوفد ـ كلمة سلطنة عُمان ـ أمام الجلسة العامّة للمؤتمر العام نقلت خلالها تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – سلطان عُمان، وتمنياته لأعمال هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق، وتطلعات جلالته لعالم تسوده مبادئ التفاهم والحوار من أجل تحقيق الأمن والسلام في العالم أجمع، ولهذه المنظمة المزيد من الازدهار.
وقالت: ” يأتي انعقاد هذا المؤتمر- واليونسكو تحتفي بالذكرى الخامسة والسبعين على تأسيسها – في فترة استثنائية تمر بها دول العالم جراء انتشار جائحة (كوفيد-19) وتداعياتها على المؤسسات التعليمية والصحية والاقتصادية، مما يؤكد الدور الريادي الذي تقوم به المنظمة عبر مسيرتها الطويلة لتحقيق التطلعات الإنسانية وغاياتها في القضايا المختلفة، ودورها الفاعل في الحفاظ على مكانتها، وفي مد يد العون للمجتمع الدولي للتغلب على كافة التحديات لا سيما القضايا المتعلقة بالتعليم ورفاه الإنسان”.
نهج اليونسكو المتأصل
وأشادت معالي وزيرة التربية والتعليم بالنهج المتأصل لمنظمة اليونسكو في تبني قضايا الشباب وتقديم الدعم اللازم لهم، وهو ما يتناغم مع أبعاد التنمية المستدامة في إيجاد حوارات ونقاشات مستمرة معهم عبر المنابر والمنتديات الشبابية المختلفة؛ من أجل تمكينهم وتحقيق طموحاتهم.
وفي هذا المجال، أكدت بأن سلطنة عُمان أولت الشباب جلّ اهتمامها، إذ شاركوا في صياغة رؤية عمان 2040 التي ركزت على رعاية الشباب وتطوير مهاراتهم ودعم مبادراتهم الوطنية. وأضافت: “.. واليوم يحق لنا أن نفخر بما حققه الشباب العماني من منجزات على المستويين الدولي والوطني؛ إذ سطروا أروع الأمثلة في التعاون والتلاحم في الكثير من القضايا الوطنية بما يسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة في البلاد، متطلعين إلى التعرف على نتائج منتدى الشباب الذي سيقام خلال هذه الدورة، لوضع خطة عمل واضحة لمرحلة ما بعد هذه الجائحة”.
إعادة التفكير في نظم التعليم
وتطرقت في كلمتها إلى تأثير جائجة (كوفيد-19) على الأنظمة التعليمية، قائلةً: “لقد كشف التحدي الذي لا يزال يواجه التعليم في جميع دول العالم نتيجة تداعيات فيروس (كوفيد 19)، عن حاجة نظم التعليم إلى إعادة التفكير في غاياتها ومناهجها وطرائقها لتمكين المتعلمين من الاستمرار في التعلم في ظروف متغيرة وسياقات غير مألوفة، من أجل تعزيز التقدم المحرز في الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وأجندة التعليم 2030، وتأمين مستقبل أفضل للتعليم وفق الحوارات التي بدأتها المنظمة بشراكة مع أصحاب القرار وصناع السياسات والمربين على كافة الأصعدة”.
تدابير احترازية
ونوهت بأن سلطنة عمان قد تبنت تدابير احترازية معتمدة على التعليم المدمج؛ لضمان استمرارية التعليم، وللمحافظة على سلامة الطلبة والطالبات والهيئات التدريسية والإدارية، كما أولت أهمية قصوى لتشخيص الفاقد التعليمي ومعالجته خلال فترة التعافي من الجائحة. كما أولت حكومة سلطنة عُمان المعلمين أولوية في تلقي لقاح كوفيد-19، الأمر الذي أتاح الانتقال التدريجي من التعليم المدمج إلى التعليم الحضوري خلال هذا العام الدراسي، مع المحافظة على مكتسبات التعليم الإلكتروني، والتحول الرقمي في التعليم.
كما أشادت بالدور الاستثنائي الذي قام به المعلمون لضمان سير العملية التعليمية، داعية المنظمة لقيادة مبادرة عالمية تعنى بتمكين المعلمين ورفع كفاءاتهم، وإتاحة الفرصة لهم لتبادل الخبرات فيما بينهم في مجتمعات التعلم المهنية، وإكسابهم المهارات المطلوبة لمواكبة التحول الرقمي في التعليم.
قطاعات الثقافة والتراث والفن والسياحة
أما عن تأثير الجائحة على قطاعات الثقافة والتراث والفن والسياحة، فقالت معالي رئيسة اللجنة الوطنية: “… قد تأثرت أيضاً جراء جائحة كوفيد-19، وذلك على نحو متفاوت؛ إذ شهدت الكثير من المتاحف والمسارح والمعارض الثقافية ومواقع التراث العالمي إغلاقا وتعطيلا لأنشطتها وبرامجها الثقافية المختلفة.
لذا فقد بات من الأهمية أن تتضافر الجهود بين جميع الجهات والمؤسسات الثقافية في العالم لوضع رؤية واضحة، وتطوير آلية مشتركة لتنظيم الفعاليات والبرامج الثقافية لضمان استمرارها في مثل هذه الظروف مستقبلاً، وهو ما دعا إليه إعلان مدينة (FUZHOU فو جو) الصينية الأخير خلال اجتماعات الدورة الرابعة والأربعين للجنة التراث العالمي في يوليو 2021، والتي شاركت فيها بلادي بصفتها عضواً في اللجنة.
كما قامت سلطنة عُمان مؤخرا بإصدار الاستراتيجية الثقافية التي ستسهم في تحويل المشهد الثقافي العماني إلى واجهة للإبداع والتنوع الثقافي من خلال منظومة ثقافية متكاملة منفتحة على الثقافات الإنسانية الأخرى”.
الاقتصاد الإبداعي
واختتمت معالي وزيرة التربية كلمتها بالحديث عن توجهات اليونسكو للاستثمار في الاقتصاد الإبداعي، موكدةً بأن سلطنة عمان تنظر إلى الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة علـى أنـها ممكّنـات لتعزيـز إنتاجيــة القطاعــات الاقتصاديــة والتعليمية والصحية، مع الحرص على أهمية مراعاة الجانب القيمي المتمثل في الأخلاقيات التي يتطلب الالتزام بها عند استخدام هذه التقنيات.
فيما أشادت بجهود المنظمة في السنوات الأخيرة في إصدار وثائق تعنى بأخلاقيات العلوم والذكاء الاصطناعي، وأكدت على استعداد سلطنة عُمان للتعاون مع المنظمة في هذا الصدد.
افتتاح أعمال المؤتمر
الجدير بالذكر بأن الدورة الحادية والأربعين افتتحت أعمالها صباح يوم الثلاثاء الموافق 9 نوفمبر وتختتم أعمالها يوم الأربعاء 24 نوفمبر الجاري. وتضمن برنامج الافتتاح كلمة المديرة العامة للمنظمة، وكلمة رئيس المجلس التنفيذي، بعدها تم تشكيل لجنة الترشيحات التي ستعقد جلستها الأولى بعد تشكيلها مباشرة؛ للنظر في جدول أعمال المؤتمر واعتماده. وفي نهاية حفل الافتتاح قام المؤتمر العام بإعادة انتخاب أودريه أزولاي كمديرة عامة للمنظمة لفترة أخرى بناءً على توافق الآراء، وكذلك انتخاب رئيس للدورة الحالية للمؤتمر، ونواب للرئيس.