شؤون عمانية- زينة بنت راشد الجمادية
الموهبة ميزة ميزنا الله عز وجل بها عن غيرنا، وكل إنسان يرزقه الله بالتميز في جانب معين، ودائمًا ما تحتاج الموهبة إلى التشجيع والدعم الكثير حتى تظهر للنور.
وفي هذا الموضوع نسلط الضوء عن روح مبدعة طامحة من أرض بلادنا الحبيبة عُمان، فاطمة بنت يوسف السيابية، التي تميزت بالكتابة الإبداعية والتعبير عن المواقف وما يدور في النفس بأسلوب شيق.
نشأت فاطمة في ولاية سمائل بمحافظة الداخلية، تلك الولاية التي تتميز بمعالمها التاريخية وتضاريسها الطبيعية المعروفة، كونها واحدة من أجمل التضاريس في سلطنة عمان، حيث تلتقي قلعتها التاريخية المعروفة بحصن سمائل مع واديها الأخضر الذي صنعته الطبيعة الحانية السخيّة، وعنيت به اليد العمانية، وتعهّدته بالجهد والعرق حتى يظل دائم الخضرة، الأمر الذي جعل من سمائل إحدى أخصب المدن العمانية وأكثرها وفرةً للموارد المائية؛ كالعيون والخلجان.
ظهرت موهبة فاطمة منذ كانت في المرحلة الابتدائية، بين عائلة حاضنة للمواهب، وبيئة ساعدتها على التميز في الكتابة، وشجعها ذلك على الاستمرار.
تكتب فاطمة المواضيع المختلفة وتشارك كتاباتها عبر برامج التواصل الاجتماعي، لتنال إعجاب الكثيرين ممن يشجعونها على الاستمرار.
ومن بين المشاركات الإبداعية لفاطمة السيابية:
لم ولن ينتابُني شكٌ بقدسيةِ أمي في قلبي، دائماً تعظمُ بحنانِها وحُبها اللامتناهي.
إلا أنني أتساءل كيف خَلق اللهُ أفئدة الأمهات هكذا؟ تتسِع لكلِ فرد من فلذاتها وحتى الأحفاد وقد تحوي أطفال العالم بأسره! وماذا عن الطُّمأْنينَة التي تسبغ أرواحنا بوجودهن! وذاك النور الذي يملأُ جدران المنزل الذي حَللن به؟!
حتى أتى قَدرُ الله علي برزقٍ جميل حينها أوجدني الخالقُ مجددا أعاد ترتيب قلبي زادهُ اتساعاً كقلوب الأمهات بث به مشاعر لم أختبرها من قبل، أن أرى إنساناً يسكنُ بداخلي، وأترقب نموه رويدا رويدا، أسكُنْ لأشعر برعشةٍ منه أتلهفُ شوقا لأسمع نبضاته، أعد الأيام عدا يوماً بعد يوم، يتبعهُ أسبوع وينقضى، فيكتمل الشهر على الخير، أما الآن يالله فأنا أترقبُ اكتمال مراحل تكوينه وأن يصبح قوياً للحياة، فيكون له خليفة ونورا وقلبا يعمر الأرض -بإذن الله-.
أحبّ أمي، ويزدادُ حبي لها في كل مرّة أرى آثار الأمومة علي، حفظ الله أمي من كل سوء وجميع الأمهات.
وتقول فاطمة: “حظيت بمعلمات لغة عربية مشجعات إلى حد كبير للتعبير ومختلف الكتابات وأخص بالذكر معلمتي “كاملة البلوشية” كانت خير معين ومشجع لي للاستمرار في الكتابة ولا زالت حتى اليوم على تواصل وتشجيع”.
وأضافت: “لا أغفل عن الإحسان و تشجيع الصديقات والأحباب وجميع من يقرأ لي فلهم فضل كبير على الاستمرار والتجديد في الكتابة، وترقبهم لكل جديد كان دافعا ومحفزا لي، وأنا أطمح للتطور والمزيد من العطاء وأن أكتب كتاباً كاملاً يضيف للقارئ بعضاً من الفائدة”.
وأخيرا.. الشَّغف يقود صاحبه نحو الطموح، وفاطمة شابة طموحة ولا تزال تسعى جاهدة نحو التقدُّم والنَّجاح في مجالاتها الإبداعية، فكونوا يَدَ عونٍ لهذه الأرواح؛ فعُمانُ ولّادة بالمواهب والإبداعات.