د. حمد بن سعيد بن سليمان الرحبي
بطبيعة الحال أن الكل يجمع على أهمية وجود رؤية وطنية وخطط تنفيذية لكل دولة متفق عليها وأن تكون طموحة وواقعية في آن واحد ؛ وهذا ما سعت إليه السلطنة ممثلة بالحكومة بكافة أجهزتها والقطاع الخاص بكافة قطاعاته والمجتمع بكافة مؤسساته المدنية ويعتبر ذلك المثلث الذهبي لنجاح أي رؤية أو خطة على أرض الواقع ومع ذلك ونحن في العام الثاني من اطلاق رؤية عمان 2040 تبين أن هناك حاجة ماسة إلى النظر في بعض جوانب هذه الرؤية بعين الفاحص الحكيم الذي يستقرأ الأمور ويستشرف المستقبل وسوف نسردها تباعا على شكل نقاط في هذا المقال:
أولا: تكثيف التوعية الإعلامية برؤية عمان 2040 من خلال توسيع دائرة انتشار الوعي لدى أفراد ومؤسسات الدولة في القطاعين العام والخاص بالرؤية ومجالاتها وأهدفها ومؤشراتها ونتائجها المتوقعة فالملاحظ أن هناك فئات من المجتمع لا تعلم من الرؤية شيئا إلا اسمها أو معرفة محدودة بها وعليه فإنه نقترح بعض المبادرات المبتكرة التي يمكن أن تساهم غي نقل المعرفة بالرؤية بشكل أكبر من بينها:
- إعداد وسائط وفيديوهات تعرفية مبسطة عن الرؤية تتماشى مع مختلف شرائح المجتمع ( الاطفال – الشباب – الموظفين – المتقاعدين – رواد الأعمال – المستثمرين -المقيمين وغيرهم) .
- الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في نشر الرؤية وتحديد دور كل فرد بشكل مبسط فيها وما هي مسؤلياته المستقبلية لتحقيق الرؤية.
- تضمين جزء مبسط عن الرؤية في مختلف الكتب المدرسية بدء من الروضة إلى مرحلة التعليم بعد الاساسي .
- تضمين بعض المقررات الإلزامنية لطلاب الجامعات والكليات والمعاهد المختلفة لتدريس مقرر يتعلق عن رؤية عمان 2040.
- الاعلان عن تفاصيل الرؤية وليس فقط المسمى في الصحف والجرائد ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة وغيرها سواء كان داخل السلطنة أو خارجها .
- تقديم تطبيق إلكتروني على اجهزة الهواتف الذكية باسم رؤية عمان 2040 حتى يتمكن الجميع من الاطلاع المباشر على الرؤية ومؤشرات تنفيذها خلال كل عام وما تم انجازه منها بشكل دوري مستمر.
ثانيا: التركيز حاليا على رؤية عمان 2030 أي لمدة عشر سنوات المقبلة في الاعلام أو الانجاز حيث أن الكثير من دول العالم المتقدم مثل بريطانيا وألمانيا وماليزيا وغيرها الكثير وكذلك الدول المحيطة بالسلطنة مثل السعودية والامارات وقطر ومصر بنت رؤيتها لعشر سنوات ويتفق ذلك مع علم وأصول التخطيط الحديث وذلك لسببين رئيسين هما:
- التغير السريع والمتلاحق الذي يشهده العالم المعاصر في مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والمعرفية وغيرها التي تجعل من المستحيل أو الصعب بناء رؤية أو خطة لمدة عشرين عام لأنه حتما سوف تتغير الأولويات والنتائج والمؤشرات والظروف الاقتصادية والسكانية وغيرها بعد عشر سنوات فكيف بعد عشرين عام.
- صعوبة تحديد وبناء المؤشرات والنتائج للرؤية لمدة عشرين عام من الآن ومتابعة تنفيذها لذلك لجأت معظم دول العالم بل أكثرها إلى بناء رؤيتها لمدة عشر سنوات فقط هذا من جهة ومن جهة أخرى أنه كلما زادت مدة الرؤية كلما قل الشغف والدافعية والولاء لتنفيذ الرؤية من قبل الافراد والمجتمع والمؤسسات أي إننا بحاجة إلى عشرين عاماً للحكم على نجاح الرؤية وتحقق أهدافها بشكل كامل وهذه فترة زمنية كبيرة في قياس وتقييم المؤشرات والنتائج.
ثالثا: مؤشرات الإنجاز أو تحقيق الرؤية لنتائجها الموجودة في وثيقة الرؤية المنشورة تعتبر طموحة إلى درجة كبيرة جدا بناء على واقع السلطنة الحالي حيث تضمنت الوثيقة 15 مؤشر من مؤشرات الأداء في الرؤية أن تكون السلطنة من افضل 10 دول على مستوى العالم بحلول 2040 على سبيل المثال : مؤشر تنمية التعليم للجميع ، مؤشر التنافسية العالمية للمهارات ، مؤشرالتطوير الاقتصادي ، ومؤشر سهولة ممارسة الاعمال، ومؤشر الكفاءة الحكومية وكذلك مؤشر زيادة متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمال بنسبة 90% عن الوضع الحالي وأيضا مؤشر مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي بنسبة أكبر عن 90% غيرها من المؤشرات المأمل تحققها ، وعليه فإن هذه المؤشرات بحاجة الى تقليل سقف التوقعات أو تعديلها بما يتوافق مع امكانيات وقدرات السلطنة الحالية وفي نفس الوقت تكون طموحة وتتسم بالشغف .
عزيزي القارئ للحديث بقية فيما يتعلق برؤية عمان 2040 في الجزء الثاني والمتعلق بمدى ارتباط الرؤية بموضوع الحماية الاجتماعية وأين مصطلح الباحثين عن العمل والاسرة في وثيقة الرؤية؟.
Oman99433@gmail.com