محمد بن عيسى البلوشي
رهان كبير تفرضه ظروف الجائحة الصحية (كوفيد١٩) والأنواء المناخية الاستثنائية التي مرت بنا على قطاع الشركات التي تقل رأس مالها عن ٥ ملايين أو ١٠ ملايين ريال، والسؤال الأهم: هل ستصمد تلك الشركات أمام العواصف الطبيعية العاتية التي تزور اقتصادات المنطقة؟
مناخ الاقتصاد تغير مشهده كثيرا عن الثلاثين عاما الماضية، حين كانت الشركات تؤسس على رأس مال وقدره ٥٠٠ ألف ريال ومليون ومليوني ريال، وكانت تعبر عن مؤشرات المرحلة السابقة، اليوم أعتقد أن قيمة الرأس مال البسيطة لن تستطيع الصمود في وجه المتغيرات والأزمات المتسارعة والمتعددة، حيث يحتاج مناخ الاستثمار إلى شركات قوية محصنة برأس مال كبير يبدأ من ٤٠ مليون إلى ٥٠ مليون ريال ويزيد.
لا شك أننا في أمس الحاجة إلى شركات ذات رأس مال بالملايين كي تستطيع أن تمتص الأزمات والتطورات السريعة والمتعاقبة التي تمر بها اقتصادات العالم، فبلا شك أن شركات التأمين ذات الرأس مال المحدود -على سبيل المثال- ستحتاج إلى دعم إضافي كي تستطيع امتصاص مطالبات المركبات والمنشآت المؤمنة جراء الحالة المدارية شاهين.
أعتقد هناك عملا كبيرا من الجيد أن تتبناه جهات الاختصاص المعنية باقتصاد السلطنة، وهي عملية دمج الشركات والمؤسسات التجارية الصغيرة في القطاع الواحد، لتشكيل كيانات اقتصادية متينة، تستطيع المكوث أكثر أمام المتغيرات وامتصاص تداعيات الأزمات.
هنا أجد دورا حقيقيا يمكن لوزارة الاقتصاد الوطني أن تلعبه مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وأيضا الهيئة العامة لسوق المال وغرفة تجارة وصناعة عمان، لتنسيق الجهود والمضي قدما نحو هذا الهدف الوطني الاستراتيجي وذلك في إطار التعاون المشترك ما بين الجهات الرسمية والمعنية.