عبدالله الشافعي- شؤون عمانية
“ضحكتهم راحت من البيت، والحين أقف لوحدي”.. لخصت هذه الجملة المأساة التي عاشها “سلطان” بعدما فقد والديه و3 من أبنائه نتيجة إعصار شاهين.
كان شمل العائلة مجتمعا كالعادة، بينهم ثلاثة من الأبناء أصغرهم لم يكمل العامين، يدعون ربهم أن تمر ليلة الإعصار بخير وسلام، وعمّ الهدوء الذي سبق العاصفة.
هبت العاصفة وجرت الأودية واشتدت الرياح، تكسرت النوافذ والأبواب، ارتفع منسوب المياه في الشوارع وغُمرت المنازل، تشتت شمل العائلة، وأسرع الأب محاولا فتح مصارف المياه في البيت، لكن لم تجدِ نفعا مع ما شهدته العديد من الولايات في ظل إعصار شاهين.
يقول الأب المكلوم -في مداخلة مع إذاعة هلا إف إم- واصفا الدقائق السريعة التي أفقدته كل شيء: “غزارة الوادي كانت شديدة، وسحبني الوادي برة وهما فضلوا بالداخل، ومن حكمة الله حصلت واير كهربا تعلقت فيه”.
دام الأمر طويلا، لا يعلم كل فرد في العائلة مصير الآخر، الأجواء مظلمة، وصوت الرياح وجريان المياه والأمطار يغطي على أصوات الاستغاثات حتى مطلع الفجر.
توقف جريان الوادي، وتعجّل الأب البحث عن عائلته، يتفقد الدمار الذي لحق بمنزله، وعيناه تتجولان سريعا وسط هذا المنظر المخيف لعله يجد والديه وأبناءه، لكن قدر الله شاء أن يفقدهم جميعا عدا ابنته “أمل” هي كل ما تبقى له من الأمل في هذه الحياة.
“قرب الفجر بعد ما توقف الوادي حصلت المفقودين رحمة الله عليهم، فيهم طفل ما كمل سنتين”، لكن الفاجعة الأكبر أن هذا الرضيع لم يتم العثور عليه حتى الآن، حيث يكثف أفراد الدفاع المدني جهودهم بحثا عنه، ليحمل الأب آلاما فوق آلامه.
في ظل هذه المعاناة لم يجد “سلطان” من يستنجد به، يقول: “منسوب المياه فوق 3 أمتار ومن الصعب حد يجيك، المنازل متهدمة والكل فوق الأسطح إلا احنا ما عندنا درج، ظلينا تحت”.
ورغم هذه المأساة إلا أن “سلطان” امتلك قلبا مؤمنا ونفسا راضية بقضاء الله، ولسانه يردد: “قضاء الله وقدره وأمر الله مطاع وما بإيدينا حاجة، ربنا أراد وحصل اللي حصل”.
*الصورة من حساب “عمان مستعدة” للجنة الوطنية للحالات الطارئة بتويتر.