يوسف علي البلوشي
إننا اليوم نعبر مرحلة هامة من عمر النهضة العمانية نحو مزيد من آفاق التقدم، تحت تأثير الأزمات والصراعات الدولية والمشاحنات الاقتصادية، والتي يظهر أثرها علينا بحسب ما يستجد فيها من شؤون واختلافات وصراعات وإرهاصات.
ان قاطرة التقدم التي أرادت الدول التنافس فيها خلقت صراعات جديدة وهوية اقتصادية جديدة، هدفها تحقيق معدلات النمو الاقتصادي بشكل مختلف عن قبل ذلك، هنا أرادت الظروف أن تقسو علينا لتجعلنا نقف أمام سباق الدول والصراعات والتحديات المريبة التي تخلق أنماطا جديدة تختلف عن حروب السلاح.
كل هذه المتغيرات خلقت نوعا من حالات السخط والغليان والاحتقان لدى الرأي العام بسبب تطورات الحياة والمعيشة اليومية، كما أن امتداد ذلك خطيرا جدا، يلزمنا بأن نتكاتف جميعا كمواطنين قبل أن نلقي اللوم على كل شيء أو نقلل من الحلول التي توجدها البلد، أو نظهر رفضنا لأقصر تصريح حكومي أو تصريح لمسؤول مهما كان نوعه.
ليس الأمر في ما سوف يقوله المسؤول بقدر ماهو أننا متذمرون من أي تصرف أو إجراء، وهذا لا يعكس واقع تقبل العمل الذي يسعى كل موظف للقيام به، يجب أن نرفع كمية الإيجابية للمساهمة في تقدم هذا البلد وإعطاء فرصة للآخرين من أبنائه للإسهام فيه.
وعلى المسؤول العمل بكل اجتهاد وسرعة لكي يحقق المطلوب في الفترة القادمة بنمط عمل ذو ميكانيكية مختلفة.
ومن أهم المساعي التي يجب على المسؤول القيام بها في تنفيذ خططه، الابتعاد كل البعد عن فرض الرسوم والضرائب وتغيير الرسوم المطلوبة ورفعها في آن واحد، بل عليه حاليا موازاة واجب التغيير مع فرضيات الواقع التي أحيانا تشكل ضغطا على المجتمع.
كما يجب أن يتم تعزيز الإيجابية ورفع مستوى النفسية من خلال تنويع البرامج التحفيزية في بيئة الأعمال وتنشيطها والارتقاء بالمؤسسات الصغيرة، ونضع أهدافا نستطيع من خلالها تحقيق التقدم والطموح والنمو.
إن العبارات المرفوعة من الرأي العام حاليا والتي تزداد يوما بعد يوم في الآونة الأخيرة للخروج والتعبير عن الرأي في وعود من هنا وهناك، لن تنفع سوى أنها تودي بكل الجهود إلى منحنى خطير، وتعرقل من جهود مسيرة العمل والإجراءات التي اتخذتها جهات الاختصاص، بل وتعطل مصلحة المواطن وأعماله وتجعلنا نتأخر بشكل كبير.
علينا التحلي بروح الصبر وتنمية روح العمل الحر بيننا والسعي نحو مزيد من البحث والاستقصاء في ممكنات العمل المختلفة بشيء من التروي والصبر والبحث عن البدائل.