مسقط – شؤون عمانية
ساهمت دراسة بحثية ممولة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ضمن البرنامج البحثي الاستراتيجي لمواجهة جائحة كوفيد19 بعنوان “الإدارة الذكية للنفايات الطبية” أجراها فريق بحثي بقيادة الباحث الرئيسي الدكتور محمد خليفة سرب، نائب مدير مركز أبحاث الاتصالات والمعلومات بجامعة السلطان قابوس في إيجاد حلول ذكية في كيفية التعامل مع المخلفات الطبية بمختلف أنواعها.
وركزت الدراسة التي تمت بالتعاون مع الشركة العمانية للخدمات البيئية-بيئة على استخدام تقنيات إنترنت الأشياء من ضمن مجالات الثورة الصناعية الرابعة لإيجاد حلول ذكية ومستدامة في كيفية التخلص من النفايات الطبية سيما الضارة منها سواء في المستشفيات.
وفي هذا الموضوع قال الدكتور محمد سرب الباحث الرئيسي لهذه الدراسة البحثية: أن الطريقة المتبعة حاليا لمعالجة النفايات الطبية في مستشفى جامعة السلطان قابوس تعتمد على تقنية الترميز اللوني اليدوي لتحديد وتصنيف النفايات الطبية السامة منها والعامة، إلا أن هذه الدراسة تهدف الي تطبيق تقنية انترنت الأشياء في تطوير حاويات نفايات ذكية، حيث سيتم تطوير خوارزميات معينة فعالة لتتبع مستوى الملء وعبر أنظمة استشعار ترسل بياناتها الي شركة إدارة النفايات لبدء جمع هذه النفايات ومن ثم نقلها والتخلص منها بالطرق العلمية المتبعة.
وأضاف الدكتور سرب: “بهذه الحلول سيتمكن المسؤولون من تكوين قاعدة بيانات حقيقية ودقيقة حول النفايات الطبية سواء من ناحية الكم أو حتى من ناحية نوعها”، مضيفا أن جائحة كورونا عززت الحاجة لإيجاد تطبيقات ذكية تساهم في التقليل من العنصر البشري سيما فيما يتعلق بمعالجة النفايات وذلك لشدة خطورتها على القائمين في المستشفيات من أطباء وغيرهم من الكوادر الطبية والكوادر الطبية المساعدة.
وأشار الباحث الرئيسي للدراسة العلمية الممولة من وزارة التعليم البحث العلمي والابتكار أن المشروع سيساهم بشكل كبير في متابعة النفايات الطبية في جميع المراحل كعمليات الجمع والنقل والتخزين والتخلص وإعادة التدوير، موضحا أنه لتحقيق منافع هذه الدراسة تم تقسيم المشروع الي عدة حزم عمل، منها: الخلفية البحثية ،ودراسة الحالة، وإفراغ سلة المهملات، والتنبؤ بتوليد النفايات السريرية، وإرسال طلب لجمع النفايات الطبية، وإنترنت الأشياء نموذج النظام القائم، والنموذج الأولي، والتقييم، والتوثيق.
وعن أهم النتائج والتوصيات التي خرج بها المشروع البحثي أوضح الدكتور محمد إن هذا المشروع تضمن اتجاهات البحث المستقبلية للتحليلات التنبؤية لبيانات المستشعر، وخوارزمية التعلم الآلي الفاعلة التي يمكنها التنبؤ بشكل موثوق بالتوليد الشهري للنفايات الطبية الحيوية من مؤسسة الرعاية الصحية، وأيضا إلى دمج خدمات جمع النفايات الطبية من مرضى الرعاية المنزلية حيث لا تستطيع شركات الخدمات الطبية والبيئية في الوقت الحالي تعقب النفايات الطبية من مرضى الرعاية المنزلي، و تشكل هذه النفايات مصدر قلق أثناء الوباء مثل جائحة كوفيد-19؛ الأمر الذي قد ينتهي بالنفايات الطبية لمرضى الرعاية المنزلية في القمامة المنزلية العامة وهذا بدوره يشكل تهديدًا خطيرًا على المجتمع، ذاكرا أنه أثناء دمج مرضى الرعاية المنزلية مع النظام المقترح يجب الأخذ بالاعتبار الحفاظ على خصوصية بيانات المريض من خلال مراعاة إرشادات اللوائح العامة لحماية البيانات الخاصة بالمريض.
الجدير بالذكر أن الفريق البحثي تكون من الدكتور عادل البوسعيدي من جامعة السلطان قابوس، والدكتورة ياسمين الحاتمي من مستشفى جامعة السلطان قابوس.