يوسف بن علي البلوشي
تستحق محافظة ظفار بولاياتها الخمس هذا الحراك السياحي المميز ، والذي تفاعل معه أبناء عمان لقضاء أوقاتا مميزة بين الروابي الخضراء والتلال المغطاة بالعشب الأخضر والأجواء المميزة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لتكون نعمة إضافية على جزء هام من سلطنة عمان.
ولا نستغرب التدفق الكبير الذي كانت بوصلته تجاه الجنوب للاستمتاع بتلك الأجواء والانتعاش السياحي والاقتصادي الذي تعيشه المحافظة ككل، وفي كل عام تأتي الأصوات ملبية لنداء التطوير والتقدم والبناء واستغلال ما فات من وقت لتهيئة المحافظة نحو مزيد من الاستقطاب السياحي والتدفق الكبير عليها.
كتبت سابقا العديد من الموضوعات التي تقترح مزيدا من المشاريع السياحية على شكل قوالب ومنتجات سياحية تضاهي دول العالم وهذا ليس بالأمر الصعب، فإن الحراك في إقامة سياحة المؤتمرات التي تجد من ظفار بيئة مناسبة لها تدعم هذا الزخم الكبير، إضافة إلى استغلال الجوانب السياحية الأخرى المتمثلة في المدن السياحية المتحضرة كالمنتجعات، وأيضا استغلال هبة الله في السهول والروابي لإقامة المنصات السياحية الأخرى المتطورة بعيدا عن الألعاب الهوائية المعتادة والمهرجانات الجماعية المتنوعة.
وفي هذا العام، طفت للسطح ظاهرة ارتفاع أسعار الشقق السكنية نسبة لكثرة العرض عليها، لذلك يجب أن تقدم الفنادق ذات الفئات المختلفة عروضا قيمة لجذب السياح بشكل أو بآخر، للإسهام في تنوع الطلب على ظفار وصلالة خاصة من خلال جذب السياح لها، وتدريجيا ستسهم في تقليل بورصة الأسعار في الشقق السكنية.
ولا ضير أن بناء الكثير من هذه المنتجعات والفنادق سيضع الخيارات أمام السائح لاختيار ملاذه منها على مختلف الأصعدة.
سنتان مضت منذ أن حل كورونا، ومنع الكثافة الجماعية في مختلف الأماكن لاسيما محافظة ظفار التي نالت هي الأخرى حظها من الإغلاقات لدحر الوباء وتقليل الإصابات والوقاية والاحترازات المكثفة، ولكن لم تستغل هذه السنتين للعمل في المحافظة وتطويرها على مختلف المستويات بل وتعويض المهرجانات والمنتزهات والمسارح المفتوحة التي أغلقت، ليقبل الناس ويروا الجديد من المنتجات التي تحظى بها.
يجب علينا الاستغلال الأمثل لمقومات ظفار وتوزيع بنية الاستقطاب السياحي على الولايات الخمس، وسبر أغوار الجمال العماني في جنوبها، والتي تذهل الناس يوما بعد الآخر.