حمدان بن علي البادي
في عالم الأعمال والاقتصاد يجب أن نتجاوز جنسية مقدم الخدمة، لأن المسألة نسبية وتعتمد على صاحب العمل وكفاءته والجودة في تقديم الخدمة أو المنتج ومن ثم التسعيرة أو التكلفة، ولا علاقة للجنسية ولا الجنس بذلك.
نستقبل إعلانات في كل حين تروّج لمشاريع يديرها ويقوم عليها شباب الوطن، تأتي بصيغة استجدائية من باب الدعم للشاب العماني وتشجيعه، إعلانات تخلو من الثقة بقدرة الشباب العماني في استقطاب الجمهور وفرض الجودة في تقديم الخدمة، وبعض هذه الإعلانات تأتي بمقدمة استهلالية تسيء لكل الجنسيات التي تعمل في المجال ذاته داخل السلطنة.
هذه الصورة يجب أن نتجاوزها والمنافسة في السوق موجودة، وعلى صاحب المشروع أن يروّج لأعماله وأن يستفيد من عوامل القوة في المشروع وإظهارها للجمهور، بعيدا عن استغلال الآخرين أو تشويه سمعتهم، خاصة العاملين في المجال ذاته من جنسيات أخرى، وللمستفيد من الخدمة الحرية في اختيار ما يناسبه، ولصاحب المشرع الحق في وضع الضوابط والمعايير التي تضمن له التفرد في السوق.
التسويق فن وتوظيفه بصورة متقنة ومدروسة سيأتي بنتائج إيجابية للمشروع، ومن المهم الاستفادة من المنصات الرقمية وتوظيفها كأداة تدعم المشروع، والاستفادة من تجربة العملاء بخيرها وشرها والتفاعل مع ما يطرح والتعاطي معه بصورة إيجابية.
يمتلك الشباب العماني قدرا كافيا من التعليم والمعرفة والخبرة بنمط الحياة التي يعيشها العماني، مما يؤهله لمنافسة القائمين على بعض الأعمال ممن يفتقدون للمعرفة والعلم، وقد أثبت الشاب العماني كفاءته وقدرته على الإبداع والتميز في قطاع الأعمال الناشئ وإدارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لكن هناك دخلاء يتكاثرون في السوق ممن يشوهون هذه الصورة الإيجابية عبر الانخراط في مشاريع هم ليسوا أهلا لها ولا يمتلكون الكفاءة للقيام بها وهدفهم كسب المال السريع بطرق يشوبها الاحتيال والتدليس على المستفيد، والبعض يطلب مبالغ لا تساوي تكلفة ولا جودة الخدمة التي تم تقديمها.
إن التحديات التي يواجهها قطاع الأعمال والاقتصاد كثيرة وموجودة لدى الكل، وليس من الإنصاف أيضا أن نعمم بعض التجارب غير الجيدة على الجميع ولا حتى على صاحب مقدم الخدمة نفسه، لأنه بالتأكيد سيسعى لتجاوز ذلك إن رغب في الاستمرار، والاختيار يجب أن يكون مبنيّا على كافة التفاصيل التي تؤكد أن صاحب المشروع بغض النظر عن جنسيته لديه القدرة على تنفيذ المشروع بجودة عالية.
وفي النهاية كل الأعمال والمشاريع يقف خلفها شباب عمانيون وتستفيد منها أسر عدّة، وهي التوجه الذي تدعمه الحكومة وتسعى للنهوض به لأنه من أساس البناء الاقتصادي في أي بلد ولا مجال للعاطفة في السوق.