شؤون عمانية – حمد بن صالح العلوي
قالت ميمونة بنت محمد البلوشية، رئيسة صالون مصنعتنا الثقافي، إن الصالون تم تدشينه ليكون منبرا ثقافيا وملتقى الكتاب والأدباء والفنانين والفنانات من أبناء محافظتي شمال وجنوب الباطنة، وذلك في إطار الحرص على دعم الأنشطة المتنوعة الثقافية والاجتماعية والعمل التطوعي والنهوض بالحراك الاجتماعي.
وأشارت في حديثها لـ شؤون عمانية، إلى أن كلمة الصالون ترجع في أصلها إلى اللاتينية «salon» وهو المكان الذي يستضاف فيه عدد من الشخصيات الهامة والبارزة، الذين لهم دور وبصمة في المجتمع، لمناقشة بعض الأفكار والموضوعات مع عموم الناس في الجوانب الكثيرة مثل الفكر والأدب والفلسفة والأدب والنقد البناء الهادف.
وبما أننا في عصر التكنولوجيا والعلوم الحديثة والذي احتدم فيه التنافس على نشر المعلومات المغلوطة وكثرت فيه المواقع الالكترونية الصالحة منها وغيرها من المواقع التى لا تغذي العقل إلا بما يفسده، وقد توسعت نطاقات الفكر على العالم، حتى أصبحت تتداخل المفاهيم وتتعالى القضايا بين الصغير قبل الكبير.
وحول الصالون وفكرته قالت البلوشية: “جاءت فكرة صالون مصنعتنا الثقافي، ليكون منصة إعلامية نستدعي من خلالها رجال الفكر والأدب كي تدلي بدلوها في منفعة المجتمع بكل شرائحه، وإدخال المجتمع كعنصر مشارك وفاعل في التفكير الذاتي، مما يزيد من درجة الايجابية لديه، وهذا يكفل نشر ثقافة الحوار المتمثلة في أدب الحديث وحسن الاستماع وتقبل اختلاف الرأي.
ومن بين أهداف صالون مصنعتنا الثقافي ذكرت: “هدفنا الأسمى إبراز الكاتب العماني في المشهد الثقافي المحلي، وتنمية روح الثقافة والقراءة”.
ويضم الصالون مساحات واسعة للقراءة والمطالعة ومكتبة بها من الكتب في كل المجالات وجوانب الحياة، كما يحتوي الصالون على قاعة متعددة الأغراض منظمة ومجهزة لأغراض عدة، منها: إقامة الورش و الحلقات المتنوعة والمحاضرات والدورات التدريبية والفعاليات الثقافية بمختلف أنواعها.
و يعتبر صالون مصنعتنا الثقافي بما يحويه من حراك وسيلة جيدة لزيادة مساحة التعارف المبني على الأفكار وتبادل الخبرات الحياتية والتجارب الخاصة، مما يعرب عنه ظهور أجيال واعدة لها تفكير متميز وقدرات خاصة وجيل اليوم غير الأمس.
وفي خضم الظروف الراهنة وكوفيد 19، فقد اكتفى صالون مصنعتا الثقافي بتنفيذ المسابقات واللقاءات والحوارات الثقافية افتراضيا عبر برامج التواصل الاجتماعي زووم و جوجل ميت ولايف الانستجرام.
ولفتت ميمونة بنت محمد البلوشية رئيسة صالون مصنعتنا الثقافي إلى أن فكرة الصالون قائمة على المصلحة العامة فلابد من وجود حركة نقدية بناءة، كي تكون دافعا للانطلاق بكل احترافية نحو ما هو مطورا ونافعا، حتى تتنامى الفائدة من قيام هذا الصرح الثقافي العظيم.
وتابعت البلوشية: أن صالون مصنعتنا الثقافي استضاف الدكتورة منى الشكيلية الأخصائية النفسية لتكون في جلسة حوارية والحديث عن “الإلحاد والمثلية الجنسية” على البرنامج الافتراضي “جوجل ميت” .
حيث بدأت علياء بنت عبد الله القنوبية مديرة الجلسة مرحبة بالدكتورة، وموضحة أن المناقشة تكون من ناحية نفسية والابتعاد عن الأمور الدينية أو السياسية.
و تخللت الجلسة عددا من الأفكار التي بدأت تسود المجتمع حول معاودة هذه القضية الظهور في المجتمع ، كما تم استعراض عدد من الدراسات التي تعزى الإلحاد لعوامل نفسية واجتماعية وخلل في الطفولة وعدد آخر يرد على أن الإلحاد هو قرار عقلي بحت .
وتطرقت الدكتورة منى إلى الطريقة المثلى للتعامل مع الأطفال والمراهقين الذين يقدمون على أفعال وسلوكيات تنم عن تشكيكهم في الدين، ثم عرجت الشكيلية إلى الحلول المناسبة للتصدي لهذه الظاهرة ودور مؤسسات المجتمع للحد منها.
بعدها تم التطرق إلى المثلية الجنسية حيث ربطت المثلية بالالحاد كإحدى ركائزه وانه موجود بشكل صريح وصارخ في الغرب وقليل في مجتمعنا بحكم العادات والتقاليد وتحريمه من قبل الاسلام ومكارم الأخلاق، كما استعرضت عدد من الدراسات التى تؤيد أن سبب المثلية جين وراثي محدد ودحضتها دراسات اخرى ان سببها عوامل بيئية ووراثية متداخلة التي تؤثر على ميل شخص نحو آخر من جنسه.
وقد أشار كل منهم إلى أسباب منطقية وطرق فعالة لحل هذه الظواهر المخلة بالدين والعرف، مدللة بأحداث واقعية وأمثلة وتجارب شاهدوها على أرض واقعهم، ومن أهم ما تم الاتفاق عليه أن أبناء الأجيال القادمة بحاجة إلى الحب والأحتواء أكثر من إلقاء الأوامر وقمع ألسنتهم، مهما جدا وأن يكون المربي أكثر وعيا لما يدور حوله من متغيرات وأحداث، ويبقى رفيقا جيدا لطفله يحثه على الحديث، يجيبه عن كل أسئلته، يتفهم مشاعره، ولا يرفض وجوده في جيل غزى الجانب الالكتروني جزءا كبيرا منه، بل يدمجه في هذا الجيل_ فكل له عصره_ مع وضع حدود وثوابت معينة تبقى نصب عينيه، حتى يكبر وفي قلبه الأمان، ويواجه متغيرات العصر وهو بثقة ووعي كامليين.