د. فاطمة بنت محمد البلوشية
دارت العديد من التساؤلات في ذهني عن كيفية اختيار الموظفين ودور المؤسسات في ذلك.
كلما أفكر في الأمر تزيد التساؤلات، ما هي أفضل الطرق لاختيار أفضل الموظفين؟ وهل يوجد ما يستدعي استقطاب كفاءات خارجية في ظل الزيادة الظاهرة في أعداد الموظفين بسبب تقليص نشاط عدد المؤسسات؟.
وبسبب كل هذه الأسئلة قررت في يناير 2021 شراء كتاب “فن اختيار الموظفين أهميته وصعوبته وكيفية إتقانه” بحثا عن الإجابة الشافية لهذه التساؤلات.
هذا الكتاب من مؤلفات الكاتب “كلاوديو فرنانديز اراوس”، ومن أعمال ترجمة مؤسسة هنداوي، حيث يلخص الكاتب خبرته الطويلة في عالم اختيار أفضل الموظفين واستقطابهم للعمل في المؤسسات العالمية كشركة وسيطة.
ويتكون الكتاب من 10 فصول متسقة مع بعضها البعض، لفهم وإدارك أهمية إتقان عملية اختيار الموظفين.
في الفصل الأول ركز الكاتب على أهمية اختيار الموظف الأكفأ وعدم ترك المهمة لجهات خارجية كشركات التوظيف أو الخبراء الخارجيين، وذلك لاعتبار عملية الاختيار الصحيحة للموظفين عملية حيوية للمؤسسة ومن صميم مهامها.
واعتبر الكاتب أنه على الرغم من أهمية تعلم الطرق الفعالة لاختيار الموظفين، إلا أنه لا يتم تدريب المعنيين بالشكل الكافي، وذلك لاعتقادهم أثناء عملية اختيار الموظفين المتميزين أن المؤسسات بحاجة إلى مهارات من نوع خاص غير قابلة للاكتساب.
في الفصلين الأول والثاني هناك تأكيدات على أهمية قرارات اختيار الموظفين، حيث أن هؤلاء الموظفين هم نبض المؤسسة بغض النظر عن نوعها، فالمؤسسة بالأخير ليست سوى موظفيها.
أما الفصل الثالث فقد قدم فيه الكاتب شرحا عن الأسباب التى تؤدي إلى صعوبة هذه القرارات بالاختيار، وقد تعود الأسباب إلى المرشحين أنفسهم، ولكن الجزء الأكبر يقع على المسؤولين عن الاختيار، حيث أنهم يقومون بارتكاب بعض الأخطاء التى تتراكم لتجعل عملية الاختيار الصحيحة مستحيلة.
الفصول التالية تجيب عن أسئلة: متى يجب أن نقوم بعملية الاختيار وعن ماذا نبحث وأين هو المكان المناسب لإيجاد ما نبحث عنه من كفاءات وخبرات مناسبة للمؤسسة؟.
ويشرح الكاتب أيضا كيفية اختيار الموظفين المتميزين ودمجهم في بيئة العمل الجديدة؟ وكيف تتم عملية التقييم للأداء التي يظن الأغلبية أنها عملية بديهية ولكنها أعقد مما تبدو عليه.
وأكد الكاتب أن اندماج الموظف الجديد في بيئة العمل ونجاحه ليست مسؤوليته بمفرده، وإنما مسؤولية المؤسسة أيضا من خلال توفير التحفيز والتقييم الفعلي وكل الأدوات المساندة.
الفصل الأخير يؤكد على أهمية وجود مؤسسات عظمى ذات أداء متفوق وتدر الأرباح وتعطي أملا بالمستقبل، وترفع مستوى معيشة الأفراد بالمجتمع، وأن سبب نجاحها يعود إلى اختيار الموظف الأكفأ.
وخلاصة المهارات التي تم التركيز عليها بعد توفر المهارات الوظيفية والذكاء ووجود متنافسين بنفس درجة التقييم والكفاءة، تفوز دائما مهارة الذكاء العاطفي ومهارات التواصل والتى تندرج في فئة المهارات الناعمة.
ويبقى التحدي الأكبر في اختيار الموظفين أنه لا ينال المسؤول عن هذه العملية أي تدريب منهجي يذكر، ولا توجد أي أدوات أو تدريب متكامل يعوض هذا التدريب المفقود في مختلف القطاعات والمؤسسات.