فايزة محمد
كان يوم الأحد يمثل لنا يوم استعادة النشاط، وذلك بعد يومين كاملين من الإجازة نقضيها مع العائلة والأولاد في المتنزهات والمجمعات التجارية وعلى الشواطئ وغيرها، ونعود إلى العمل بكل همة ونشاط من أجل خدمة هذا الوطن العزيز.
لكن يوم الأحد هذا الأسبوع كان مختلفا عن إخوته في أي أسبوع مضى وحتى عن أي سنوات مضت، وأستطيع أن أطلق عليه اسم “الأحد الحزين”، حيث كانت أيادينا على قلوبنا منذ الصباح الباكر، نعد الدقائق والساعات انتظارا للبيان اليومي الذي تنشره وزارة الصحة عن الوفيات والإصابات الجديدة وعدد المرقدين بـ”كورونا”.
ومن أسباب الانتظار أن الأخبار كانت تأتينا متواترة عن تسجيل حالات وفاة كثيرة خلال إجازة نهاية الأسبوع، حتى أن بعض المتابعين كان يتوقع عددا أكبر من العدد المعلن وهو 119 حالة وفاة خلال 3 أيام فقط، وهو رقم ليس بالقليل.
لقد سجلت السلطنة هذا الرقم الكبير لأعداد الوفيات خلال ثلاثة أيام لأول مرة منذ بدء الجائحة، وهو رقم أفجع الجميع وأدخل الحزن على قلب كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، إذ أن الموت بات يتربص بكل شخص، وصار قريبا منا من أي وقت مضى.
هذه الموجة حسب تصريح معالي الدكتور وزير الصحة في المؤتمر الصحفي يوم الخميس الماضي هي الأشرس منذ بدء الجائحة، ولذلك فإن الحزن لوحده لا يكفي، وإنما الحذر ثم الحذر ثم الحذر، والالتزام التام بإجراءات الوقاية من الفيروس ومنها تجنب الأماكن المزدحمة.
وإلى جانب النسبة الكبيرة في عدد الوفيات خلال إجازة نهاية الأسبوع، فإن أقسام الترقيد والعنايات المركزة في جميع مستشفيات السلطنة تئن من الضغط الهائل عليها بسبب الارتفاع الكبير لعدد المرقدين، والذي وصل حسب آخر إحصائية نشرتها وزارة الصحة أمس الأحد إلى 1635 حالة، في حين بلغ عدد الحالات في أقسام العناية المركزة إلى 489 حالة، وهو رقم قياسي في تاريخ السلطنة.
إن الأيام المقبلة ستكون صعبة على الجميع وخاصة على الطواقم الطبية في المستشفيات، فالفيروس يزداد شراسة ولم يعد يفرّق بين صغير وكبير ويفتك بالجميع بدون استثناء، وازدادت سرعة انتشاره بشكل كبير جدا.
إذا.. ماذا نحن فاعلون؟
هل نمضي أوقاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي نتبادل الاتهامات حول مسؤولية هذا الطرف أم ذاك؟ أو نلقي اللوم على المسافرين الذين جاؤوا إلى السلطنة في الأسابيع الماضية؟ من السهولة جدا أن نفعل ذلك ونبعد عن أنفسنا المسؤولية المباشرة، ولكن الجميع يعرف أن الحل بيد كل فرد منا، بيدك أنت فقط، وذلك عن طريق الالتزام الصارم بإجراءات الوقاية من الفيروس، وتجنب ارتياد الأماكن المزدحمة وعدم الخروج من البيت إلا للضرورة، وأيضا الإسراع في تلقي اللقاح المضاد للفيروس، هذه الإجراءات تجنبك وتجنب أسرتك الإصابة بالفيروس إن شاء الله، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ عمان من هذا الوباء.