محمد بن عيسى البلوشي
رمزية افتتاح المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -رحمه الله- لمدينة “السلطان قابوس” بمسقط مع بدايات فجر النهضة المباركة، وتحديدا يوم الأحد الموافق الثامن عشر من نوفمبر عام ١٩٧٣، يجعلنا نصل إلى حقيقة راسخة وهي أن السلطان الراحل كان يفكر ويعمل في ذات الوقت لإحداث نقلة نوعية في جودة حياة الإنسان في السلطنة، وذلك من حيث توفير وتهيئة المكان المناسب والمسكن الملائم بخدماته العصرية، لتظهر المدينة اليوم في أبهى وأرقى وأجمل حللها.
ويقودنا هذا الأمر إلى فكرة مشروع إنشاء مدينة تحمل اسم مولانا حضرة صاحب الجلالة، السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، تعكس رؤية جلالته لنهضة عمان المتجددة، التي أرسى أركانها مع اللبنات الأولى لرؤية عمان الحديثة، لتكون تلك المدينة هي الصورة الواقعية لحياة الإنسان في عام ٢٠٤٠، ونموذجا يوثق الحقبة التاريخية التي يعمل العمانيون عليها خلال السنوات المقبلة، وأيضا تكون رمزا شامخا لما تقدم عليه عمان.
إن هذه المدينة التي نرجوا أن نراها قريبا في عاصمتنا الأجمل مسقط، يمكن أن تكون من المدن النموذجية التي يقاس عليها جودة الحياة العصرية في السلطنة، وأيضا تكون أيقونة لمدن عصرية أخرى في محيط بلادنا الغالية، وترسيخا لبناء المدن التخصصية الحديثة، وهو نمط يتواءم مع تطلعات الأجيال الحالية والقادمة بتوفير المحيط الملائم للعيش ومن ثم بناء المسكن.
إننا بحاجة إلى وجود نموذج متجدد من مدينة السلطان قابوس، وبرؤية تعكس احتياجات هذا الجيل وتطلعاته من حيث تهيئة البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، وأيضا المساحات الخضراء والملاعب وأماكن الترفيه ومساحات لممارسة النشاط الرياضي، وتوفير بيئة صحية تساهم في رفع جودة الحياة وتوفر الاسترخاء في نهاية اليوم من زحمة الأعمال وضغوطاتها.
وأعتقد أنه على وزارة الإسكان دورا مهما في إنشاء نماذج من المدن الحديثة في جميع ولايات السلطنة من خلال تشجيع إنشاء شركات مساهمة عامة للتطوير العقاري في المحافظات، وتدرج اسمها في بورصة مسقط، وذلك حتى نوجد نوعا من الاستمرارية لمثل هذه المشاريع الإسكانية.