مروة بنت سيف العبرية
في كل حدب وصوب تتراءى الجبال شامخة في ربوع السلطنة من شمالها في مسندم إلى أرض اللبان جنوبا مكتنزة في بطنها تاريخا عظيما بعظمة الإنسان العماني منذ آلاف السنين، حيث قطنها ولا يزال.
المتمعن في سلسلة الجبال تتجه به إلى تاريخ تليد، فعلى سبيل المثال لا الحصر، في ولايتي العوابي والرستاق توجد رسومات صخرية تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، في تأكيد على أن الإنسان كان حاضرا في شتى الأمكنة، كما تمثل الكتابات الصخرية منذ مئات السنين في معظم سلاسل الجبال في عمان، حيث توجد كتابات صخرية لحروف عربية بعضها غير منقوطة.
وعند العودة إلى سلسلة جبال الحجر الغربي، فإنه يوجد بها قمة تعتبر من أطول القمم في شبه الجزيرة العربية متمثلة بقمة جبل شمس في ولاية الحمراء التي يبلغ طولها أكثر من (3009) متر من سطح البحر، كما تحتوي هذه السلسلة على كهوف ضاربة في عمق التاريخ.
من جهة أخرى، فإن سلسلة جبال الحجر الشرقي، تشهد على حضارة عريقة للإنسان العماني، حيث لا تزال مقابر كبيكب ماثلة أمام العيان، فيما توجد فيها ثاني أعلى قمة في السلطنة وهي قمة حلوت التابعة لنيابة طيوي بمحافظة جنوب الشرقية، حيث يلاحظ أنه على طول هذه السلسلة لا يزال يقطنها السكان على الرغم من صعوبة الوصول إليها، كقرى الجيلة والغمب وحلوت والجحل وغيرها من التجمعات السكانية.
من جهة أخرى، فإن هذه الجبال تعتبر وجهة سياحية، يرتادها الكثير من السياح للاستمتاع بتضاريسها المختلفة، يمارسون التسلق والمشي، واكتشاف المكنونات، فعمدت العديد من الشركات السياحية إلى استثمارِ ذلك عبر جلب السياح وخاصة من خارج حدود السلطنة.
وفي سياق متصل، تكتنز جبال عُمان ثروات معدنية هائلة، حيث تعتبر السلطنة المصدر الأكبر في الجبس على المستوى العالمي، فيما تنضح بمختلف أنواع الصخور الثمينة كالجرانيت، والحديث عن وجود الذهب ولكن ليس بكميات تجارية كما تؤكد الدراسات والأبحاث التي قامت بها الجهات المختصة، في وقت أنشئت وزارة الطاقة والمعادن في الهيكلة الجديدة للجهاز الإداري للدولة للتركيز على المكنونات المختلفة للمعادن الحبيسة الجبال الشامخة في كل أرجاء عمان.
وتبقى جبال السلطنة ثروة حقيقية تحتاج لعناية للإستفادة القصوى من هذه الثروات التي ستدر أموالا طائلة على حزينة الدولة، إذا ما تم استثمارها بالشكل الصحيح، وما وضع في حسبان رؤية عمان 40 بأن يكون موردا المعادن رئيسيا في التنويع الاقتصادي للدولة.