ماجد بن سليمان المحرزي
لقد جعلتنا حرائق “رأس الحرق” في ولاية الحمراء نشعر بالحسرة والحزن، ونحن نشاهد تلك النيران تلتهم بكل شراسة أشجار العتم والعلعلان وغيرها من الأشجار النادرة التي تستوطن هذه المناطق، في ظل التأخر في احتواء النيران والقضاء على الحرائق التي تنتقل بكل سهولة نتيجة الجفاف وحرارة الجو.
وفي ظل ما حدث، يتبادر إلى ذهننا عدة نقاط وأسئلة ذات أهمية نسردها أمام قارئ هذا المقال، لعلنا نجد تجاوبا وإجابة، وفي مقدمتها أين خطط الطوارئ لمثل هذه الأحداث؟ فما شاهدناه أن إخماد الحرائق استغرق وقتا طويلا، حتى أنها توسعت في مساحات ما كان لها أن تتوسع فيها بهذا الشكل لو وجدت الخطط القادرة على التعامل مع طبيعة المنطقة وجغرافيتها ودراسة طرقها ومساراتها والمعدات المناسبة في التعامل معها ووجود الخرائط التي تبين تفاصيل طبيعتها.
إن وجود خطط التعامل مع حوادث الحرائق يجعل الخسارة أقل والتكلفة أقل، فبعد إعصار “جونو” انتبهت الجهات المعنية إلى وجود نقص حاد في فرق التعامل مع هذه الحوادث، فعملت على إنشاء فرق متخصصة ومدربة للتعامل معها وكانت النتائج واضحة في إعصار “فيت” وغيرها من الحوادث المشابهة من حيث سرعة التعامل وتقليل الخسائر المختلفة.
ومن هذه النقاط المطروحة أيضا، قلة المعدات المناسبة للسيطرة على هذه الحرائق مما يتسبب في تباطؤ إخمادها، فلو كان هناك المعدات المناسبة التي تتعامل مع طبيعة المكان، لتمت السيطرة على الحرائق بشكل أسرع.
إن ما نشاهده خلال التعامل مع هذه الحرائق يعتمد على الجهد البدني واستخدام الحمير في نقل المعدات الخفيفة، والتي عادة لا تكفي ولا تفي بالغرض ولا تتناسب وحجم الحدث، مع صعوبة التنقل والتأخر في الوصول إلى الأماكن التي تنتشر فيها النيران مما صعب عملية السيطرة السريعة عليها.
ومع كامل الشكر والتقدير للفرق التطوعية التي تجاوبت مع الحدث مسرعة في تقديم ما أمكنها من خدمات، إلا أنها تبقى فرقا تطوعية ينقصها الخبرة والكفاءة في التعامل مع الحرائق والمعدات المستخدمة، وهنا يجب أن تتبنى الجهات المختصة إقامة دورات تدريبية في كيفية التعامل مع هذه الحوادث، وتفتح أبوابها لمن يرغب في الالتحاق بهذه الدورات لتكوين فرق مدربة ذات كفاءة رديفة للفرق المختصة تستعين بها في أي ظرف مشابه.
يجب ألا تمر حرائق “رأس الحرق” مرور الكرام، فمثل ما استفدنا من الأحداث في الأنواء المناخية يجب أن نستفيد منها في قراءة الواقع وإيجاد الحلول ووضع الخطط وإتاحة الإمكانيات المادية والمالية والبشرية، والله ثم الوطن من وراء القصد.