مطر بن سالم الريامي
لم يكن عاما دراسيا عاديا ، بل كان استثنائيا بكل ما تعنيه الكلمة ، لازمته التحديات منذ البداية لكن الجميع أثبت أنه على قدر المسؤولية ، فمذ قررت وزارة التربية والتعليم أن يكون التعليم مدمج عملت جاهدة على خطين متوازيين الأول الحرص على أن تكون المدارس أكثر التجمعات وعيا بأهمية أن يعود الطالب سالما لمنزله ، والخط الثاني اجتهدت على تدريب وتأهيل المعلمين ليواكبوا معنى العمل على المنصات التعليمية والتعلم عن بعد ، وحتى مع مراحل الإيقاف والعودة حيث نقطة البداية كانت للوزارة خطة بديلة تحقق من خلالها على الأقل ما تم .
في كثير من الأحيان بعد تقييم منصف لما تحقق في هذا العالم الدراسي الاستثنائي نستطيع القول أننا كنا أفضل حالا من غيرنا ، وبلا شك لم يكن ليتحقق لولا جهود الكثير من أولياء الأمور الذين أدركوا مع أهمية مهنة التعليم صعوبتها ، فقد كان الكثير منهم شركاء حقيقيون لتحقيق أهداف العملية التعليمية ، وكانت بالنسبة لهم تجربة عايشوا فيها عن قرب جدا ما يقوم به المعلم في الموقف الصفي وما قد يعانيه أحيانا ، أما المعلمين فلهم ترفع القبعة فقد كانوا على قدر الحدث ، شعورهم بالمسؤولية ومواكبتهم لأي تغيير وجاهزيتهم الفنية العالية جعلنا نفخر بل ونفاخر أن أجيالنا القادمة في أيادي أمينة بإذن الله ، وعمان بشبابها ستظل بخير .
وكانت أصعب مراحل التجربة حصادها، حيث وقت الاختبارات وتحديات التقنية وشبكة الانترنت، وفي هذا وجدنا أيضا التعامل المرن والحلول البديلة بما يضمن للطالب حقه، ويبقى أنها تجربة – وعدت على خير – ونسأله العلي القدير أن لا تتكرر بكامل تفاصيلها وأن نستفيد منها ما يبقينا في مرحلة الجاهزية لأي طارئ لا قدر الله.
هي تجربة وأهميتها توجب تقييمها وهنا أقترح عمل ندوة ولو افتراضية أو دراسة بحثية علمية للوقوف على تفاصيل التجربة وكيف يمكن الاستفادة منها لتطوير العمل التربوي والتعليمي بالسلطنة خلال قادم الوقت، وأن تعمل الوزارة بشكل احترافي على الاخذ من إيجابيات هذه التجربة لإستمرار تطبيق ما يناسب منها، فالمنصات التعليمية وتعامل الطلاب مع التقنية كانت قيمة مضافة من هذه التجربة، وأيضا تجربة توظيف أدوات التقويم المستمر واختبارات الطلاب لدروس محددة في كل مرحلة تعتبر نقلة جيدة للقياس والتقويم.
هذا وللمعلمين الكرام نقول إنها بداية البداية، فتجربة عام الكورونا أفرز أهمية تأثير التغيير وأن من لا يتقدم يتقادم، وأن نكون باستمرار في أتم جاهزية لمواكبة أي مستجدات تربوية من خلال التدريب والتأهيل.
ومن أولياء الأمور الأعزاء نأمل الاستمرار بالحرص على تقليص فجودة الفاقد التعليمي – إن وجد – عند بعض أبنائنا، فبلا شك لم يكن عاما دراسيا عاديا وعليه من الجيد أن يستمر الأبناء في بعض فترات إجازة الصيف مثلا في امتلاك مهارات تعليمية قد يجد أولياء الأمور أن أبنائهم بحاجتها للعام الدراسي العام القادم، على الأقل من باب استغلال الوقت واستثماره.
في الختام شكرا للجميع كان عاما دراسيا استثنائيا، أظهر التكاتف لتحقيق المصلحة العامة، والحرص على أن يتعلم طلابنا مهما تكن الظروف، والحب لهذا الوطن الغالي، ثلاثية أفرزت بفضل من الله أن عبرت سفينة التعليم لهذا العام إلى بر الأمان، الكل استفاد من التجربة، لكن بقيت لنا وقفة لتقييم التجربة لما نأمل أن يكون أفضل في القريب القادم.