محمد بن عيسى البلوشي
نتفق جميعا بأن للمعلومة تأثيرا مباشرا وواضحا في حال حدوث الأزمات، ولنا في تجربة إدارة الانواء المناخية (جونو) وما أعقبها من أنواء صورة جلية في أن كمية المعلومات الدقيقة والواضحة والمحدثة والشفافة، قد ساهمت بفضل الله تعالى في التقليل من الخسائر التي أمكن تفاديها، بل على العكس أوجدت نوعية وغزارة المعلومات ثقافة عامة لدى جمهور واسع في كيفية التعامل في حال عودة حدوث الأنواء.
واليوم تتعدد نوعية الازمات التي تواجهها المؤسسات العامة والخاصة، وتتنوع تداعياتها الادارية والاقتصادية والاجتماعية، بل قد يخشى من تأثيراتها المباشرة والغير مباشرة على الفرد والمؤسسة والمجتمع، وهنا يكمن دور المعلومات الذي تصدرها دوائر التواصل والاعلام في المؤسسات التي تمر بالأزمة في تنوير الجمهور الداخلي (الموظفين)، والخارجي (المستفيدين من الخدمات) بحجم الأزمة وكيفية تعامل الادارة التنفيذية مع معطياتها وأيضا الخطة الزمنية والاجرائية التي سيتم استخدامها لتجاوز تلك المرحلة..
إن وجود خطة واضحة لإدارة الازمات وتفعيلها ميدانيا واعلاميا، يعكس للجمهور الخاص والعام مدى وعي الادارات التنفيذية في المؤسسات بحجم مسؤوليتها، ومساحة إدراكها بحجم الأزمة التي قد تتحول فيما بعد بحسن التصرف الى تحدي يمكن التعامل معه، وايضا الوقوف على الاسباب الحقيقية التي أوجدت الحالة ومشاركة المعنيين في وضع الحلول المناسبة لها.
إننا نعيش اليوم في عالم متغير ومتطور، بل عالم نرى فيه الازمات متسارعة ومتعددة، عالم متشابك المصالح، وعلينا أن نكون أكثر فهما وإدراكا في كيفية ترصد أسباب الأزمات وإستباقها من خلال جمع الاستدلالات وقراءتها بفهم واعي.
إن دور داوئر التواصل والاعلام في المؤسسات لا يتوقف على نقل الصورة الإيجابية عبر الأخبار الصحفية وتغطية أنشطة المؤسسة وبرامجها المنتشرة فحسب، بل يزيد على هذا الدور المهم، بقيام العاملين في تلك الدوائر بقياس توجهات الرأي العام حول دور المؤسسة ورصد متطلباتهم وآرائهم وانطباعاتهم ومعرفة مخاوفهم، وتغذيتهم بالمعلومات التي تثري معارفهم وتعزز من ثقتهم بالخدمات التي تقدمها، مع إيجاد مساحة للحوار عبر مختلف الوسائل المتاحة.
إننا نتفهم كثيرا بأننا نعيش اليوم في مجتمع يتشارك مع مجتمعة ومؤسساته المتنوعة في صناعة مستقبل وطنة، وفق طموح وصورة ذهنية تتناسب مع الأعمار التي عايشت ثمار النهضة المباركة، وعايشت الحياة بوجود أدوات مساعدة كثيرة ومتطورة في كل يوم، وأيضا جيل يعمل دوما على مبدأ المقارنة في كل تفاصيل حياته الخاصة والعامة، وهذا ما يجعلنا نحرص على تغذيته بغذاء العقل وهي المعلومات.