شؤون عمانية- فايزة محمد
عندما اِختار القائمون على حملة مسقط لاستئصال البعوضة الزاعجة المصرية شعار “بدأنا… فلنكمل معًا”، فهذا يعني أن مهمة القضاء على هذه البعوضة الزاعجة هي مسؤولية الجميع وليس وزارة الصحة وبلدية مسقط فقط، فالبعوضة تهدد الجميع دون استثناء، ومن واجب مؤسسات الدولة من القطاعين العام والخاص والمجتمع بجميع أفراده المشاركة بكل فعالية وإيجابية من أجل القضاء عليها وعلى أماكن تكاثرها في الولايات المختلفة التي تم التأكد من وجود البعوضة فيها؛ حيث أثبت التقصي الحشري لبعوضة الزاعجة – كما صرحت بذلك وزارة الصحة – اكتشاف بؤر تحتوى على يرقات هذا النوع من البعوض في أربع ولايات من محافظة مسقط، وهي ولايات: السيب، وبوشر، ومطرح، ومسقط. لأن أي تأخير في عملية استئصال هذه البعوضة الزاعجة – كما صرح معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة في حفل تدشين الحملة التي جرت يوم الأثنين الماضي – “ستكون عواقبها وخيمة على الصحة العامة”، ونحن ثقتنا كبيرة في وزارة الصحة – ومعها بلدية مسقط والمجتمع- في قدرتها على استئصال هذه البعوضة.
وقد جاء تنظيم هذه الحملة الوطنية كما أوضحت وزارة الصحة بهدف استئصال بعوضة الزاعجة المصرية، التي سُجّل مؤخرا في محافظة مسقط حالات إصابة بحمى الضنك التي تنقلها هذه البعوضة، حيث تبين -كما أكدت وزارة الصحة- على ضوء التقصي اكتشاف بؤر يرقاتها في عدد من ولايات المحافظة؛ كما تهدف الحملة إلى منع تفشي الأمراض المنقولة بهذا الناقل الحشري وذلك لحماية أفراد المجتمع من الإصابة بتلك الأمراض.
كما أن هناك نقطة مهمة جدًا تتعلق بدور المجتمع في المشاركة بإيجابية في هذه الحملة الوطنية، حيث يجب على المجتمع دعم ومساندة جهود فرق العمل التي باشرت عملها يوم الثلاثاء الماضي بولاية السيب، التي شهدت انتشار حوالي 200 فريق عمل ميداني، مزودة بالمبيدات الحشرية والمطبوعات التثقيفية التوعوية، عن طريق مساندة هذه الفرق وتسهيل مهماتها، وخاصة في الدخول إلى المنازل من أجل مكافحة جميع الحشرات فيها ، والتعاون معها في جميع ما يتعلق بالحملة، وكذلك متابعة نشرات التوعية التي تصدرها وزارة الصحة وبلدية مسقط أولا بأول، وأخذ المعلومة من مصادرها الرسمية التي تنشر في وسائل الإعلام المختلفة، وعدم نشر الأخبار المتعلقة بالبعوضة في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إلا بعد التأكد من صحتها، وعدم الالتفات إلى الأخبار الكاذبة والشائعات وتجنب إعادة إرسالها، ونظرًا لأهمية هذه الحملة الوطنية التي تستدعي عدم الالتفات إلى أي أخبار غير مستقاة من مصادرها الصحيحة. فقد حذّر الادعاء العام أمس الأربعاء على حسابه الرسمي في””تويتر” من إرسال أو إعادة إرسال الأخبار الكاذبة أو الشائعات التي من شأنها المساس بالنظام العام عبر وسائل التقنية المختلفة، باعتبار أنها حسب القانون العماني جريمة تصل عقوبتها للسجن ثلاث سنوات. وجاء هذا التحذير بعد أن نشرت حملة مسقط لاستئصال الزاعجة المصرية تنويها بعدم صحة شائعة تتداول في تطبيق الواتس آب، أشارت إلى تجنب الذهاب لمحافظة مسقط؛ بسبب الزاعجة المصرية، مما دعا وزارة الصحة وبلدية مسقط إلى إصدار تنبيه بعدم صحة هذه الشائعة.
ثقتنا كبيرة في وزارة الصحة في جهودها لاسئصال هذه البعوضة الزاعجة من البيئة العمانية، وكذلك في بلدية مسقط التي تبذل جهودا حثيثة في هذا المجال، ولا ننسى أيضا جميع مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وفرق المتطوعين والمواطنين المشاركين في هذه الحملة الوطنية، ويداً بيد ، ومعاً؛ سنتمكن من استئصال البعوضة الزاعجة