إعداد: فاطمة بنت ناصر
يتناول المقال الذي نشر في صحيفة فلسطينية في عام ١٩٣٤ ملامح عامة عن فترة حكم السلطان سعيد بن تيمور والذي تناول جوانب عديدة نلخصها لكم في الآتي وتجدون بعد هذه المقتطفات نص المقال منقولاً بشكل حرفي.
أولاً : نبذه عن عامة عن البلاد
- تبلغ مساحتها ما يقرب ١٤٠ الف كيلومتر مربع بالإضافة إلى ظفار وجوادر الواقعة في بحر الهند.
- عدد سكانها لا يقل عن مليون ونصف
ثانياً: سياسة البلاد في عهد السلطان سعيد
- الحكومة تتبع تنظيماً حديثاً حسب امكانياتها في ذلك الوقت.
- رغم التحديثات إلا أن هناك تمسك واضح بروح الشرعية.
- تتقاضى الحكومة مبلغاً سنوياً عن سيادتها السابقة لزنجبار.
ثالثاً: وضع البلاد الاقتصادي
- تمكن السلطان سعيد من دفع آخر قسط للقرض المقدم من الحكومة الهندية والذي كان في عهد والده حيث كانت الميزانية في عهده دائمة العجز مما اضطرها لأخذ قروض من الهند.
رابعاً: القوات المسلحة وجاهزية الدولة الدفاعية
- تملك السلطنة جيش نظامي
- تملك قوة منظمة من الشرطة
- كما أن القبائل التي تملك السلاح لايقل عدد أفرادها عن ١٠ آلاف رجل.
خامساً: صادرات البلاد
- التمور التي كانت تصدر إلى أمريكا
- تصدير ( القاشع ) إلى ألمانيا ليستخدم في صناعة السماد.
- بعض المنسوجات والحبوب
- من ظفار يصدر اللبان والجلود والسمن
سادساً: التعليم
- افتتاح مدرسة نموذجية ( ربما يقصد هنا المدرسة السعيدية)
- ذكر حديث عن نية السلطان في إرسال بعثات تعليمية إلى العراق وأوروبا لدراسة الطيران.
سابعاً: الزراعة
- تشجيع المزارعين من خلال التساهل معهم في تحصيل الضرائب
- توفير التسهيلات في منح الأراضي الزراعي وتأجيرها لمن يقوم بزراعتها
- تنظيف مجاري مياه الري وإصلاح السواقي بالاسمنت
نشرت جريدة الجامعة الإسلامية[1] في عددها الصادر بتاريخ ٢١ سبتمبر ١٩٣٤ في صفحاتها المختصة بالشؤون العربية والشرقية مقالاً تعريفياً عن وطننا عمان حمل عنوان ( عظمة السلطان الشاب سعيد بن تيمور/ معلومات قيمة وطريفه عن تلك السلطنة العربية) وجاء فيه الآتي:
أن عظمة السلطان سعيد بن تيمور هو سلطان مسقط و عمان وهي البلاد التي تشغل الزاوية الجنوبية الشرقية من شبه جزيرة العرب وتمتد على طول خليج عمان من غربي دجلة ٥٥ إلى ( أبوظبي)
تبلغ مساحتها ما يقرب من ١٤٠ الف كيلومتر مربع ونفوسها لا تقل عن المليون ونصف تقريباً. تملك حكومة مسقط زيادة على ذلك منطقة ظفار وهي البلاد الواقعة فيما بينها وبين حضرموت وكذلك مقاطعة جوادر الواقعة على بحر الهند على ساحل بلوخستان وكانت سابقاً مسؤولة عن زنجبار في شرقي أفريقيا ولا تزال تتناول حكومتها مبلغاً سنوياً من المال باسم السيادة السابقة.
وحكومة عظمة السلطان منظمة تنظيماً حديثا يتمشى مع استطاعة البلاد على ذلك غير مبتعدة عن روح الشرع الشريف.
وللحكومة جيش نظامي وقوة من الشرطة وعند الحاجة تجد الحكومة من القبائل بمالايقل عن عشرة آلاف مسلح تقريباً وتقتبس من المدنية الأجنبية مايلائم طبيعتها ويتفق مع تعاليم الدين الحنيف.
يهتم أهل البلاد كثيراً بزراعة النخيل الذي يكون القسم الأعظم من صادرات البلاد وإيراد الحكومة ويصدر التمر إلى أمريكا مرصوصاً في صناديق خشبية وموسمه هناك يشبه موسم البرتقال في فلسطين.
وكذلك تصدر البلاد إلى ألمانيا نوعاً من السمك المجفف ويسمى ( قاشع) وهذا يستعمل هناك في تركيب السماد الكيماوي. وتصدر البلاد القليل من المنسوجات والحبوب أيضاً.
لقد أثرت الأزمة المالية على الحالة العلمية هناك ولكن عظمة السلطان يفكر في إرسال بعثة التعليم للعراق وبعثة أخرى لأوروبا لتعليم الطيران. وقد تقرر في الميزانية افتتاح مدرسة نموذجية جديدة في اول السنة السنة الدراسية. وعظمته يفكر بمشاريع كثيرة تعود بالفائدة على البلاد غير أن الحالة المالية تجعله يقدم الأهم على المهم إلى أن ينهض بالبلاد على أحسن ما يراد.
أن عظمة السلطان الحالي منذ أن تسلم كرسي السلطنة وهو داءب على العمل لتنظيم البلاد من جميع الوجوه وأول عمل قام به هو سعيه الحثيث لتنظيم حالة المالية بحيث أصبح الدخل يزيد عن الخرج بكثير في حين أن البلاد في السابق كانت دائمة العجز ، الأمر الذي اضطر عظمة والده السلطان السابق ( تيمور بن فيصل ) تعقد القروض المالية مع حكومة الهند وكانت نتيجة اهتمامه وتدبيره في السنة الماضية أن سدد آخر قسط من القرض المطلوب من مالية الحكومة مع بقاء وفر كبير في الخزينة فرفع بذلك عن كامل حكومته عبئاً ثقيلاً كانت ترزح تحت تكاليفه ومقتضايته.
ثم وجه اهتمامه بالتالي لإزاحة الموظف الإنكليزي الذي كان يلتهم جزءاً غير قليل من الميزانية والذي كان قد وظف في السابق لتنظيم شؤون المالية وقد مضي على الاستغناء عن خدمات ذلك الموظف ما يقرب من السنتين، وحالة البلاد المالية تنتعش من حسن إلى أحسن وما ذلك إلا لأن عظمة السلطان بنفسه يشرف على سجلاتها ويدقق ميزانيتها بهمة لأتعرف الملل.
وجلالته لايعدو الرابعة والعشرين من عمره السعيد وهو يعرف جميع أمور السلطنة بنشاط الشباب وحنكة الشيوخ يساعده في ذلك حاشية منتخبة ومستشارون قديرون من أهل البلاد.
ولا شك انه يسر كل عربي أن يعرف أن لغة البلاد في جميع معاملاتها هي العربية الصرفة وكذلك التاريخ و أوقات الزمن. وعندما يكون هناك حاجة لمراسلة القنصل الإنكليزي أو غيره من قناصل وكذلك كل أعمال الحكومة لا أثر لرطانة أجنبية فيها.
كانت بلاد ظفار التابعة لحكومة مسقط مهملة فيما مضى غير معروفة إلا بأنها مصيف يقضي فيه السلطان السابق ( تيمور بن فيصل ) غير أن عظمة السلطان سعيد قام في السنة الماضية برحلة إلى ظفار دامت عشرة أشهر لم يقضها في الصيد والقنص والراحة كما هي عادة الأمراء والسلاطين بل شمر عن ساعد العمل وقام بإصلاحات عظيمة هناك أهمها انه ألف بين الحكومة والرعية باذلاً الكثير من العطف والهبات لشيوخ القبائل ووجهاء المدن الأمر الذي دول على عطفه عليهم ومحبته لهم وكثير ماكان عظمته يجمعهم وبأمر بأن تلقى عليهم المواعظ والنصائح و الإرشادات وقد بذل همة جبارة في ترتيب حركة البيع والشراء وإصدار الأوامر بتسهيل معاملات التجار الذين يصدرون اللبان للخارج إذ أن ظفار مشهورة بتصدير هذا النوع وكذلك السمن والجلود.
وكذلك صدرت الأوامر بتشجيع المزارعين للنهوض بأمر الزراعة وذلك بالتساهل مع المزارعين في تحصيل الضرائب منهم وفي تنظيف مجاري مياه الري وإصلاح أكثر السواقي بالاسمنت وإجراء التسهيلات الممكنة في منح الاراضي وتأجيرها لمن يقوم بزراعتها وإصلاحها مما جعل الرعية كلها ألسنه شكر وثناء داعية لعظمته بطول العمر والبقاء.
وقد حدث منذ سنتين أن تمكن احد المبشرين من الدخول إلى ظفار بحيلة انه طبيب دون الاستحصال على إذن بالدخول من حكومة مسقط وعندما وصل خبر دخول هذا المبشر إلى ظفار لديوان عظمة السلطان تكدر كثيراً وأمر بإرسال إشارة مستعجلة لوالي ظفار بمنع الرجل عن الاختلاط بالناس أو بتحول البلاد وأن يعاد لمسقط مع أول سفينة شراعية تخرج من هنأك وعندها صدرت إرادة عظمة السلطان لوالي ظفار بمنع دخول اي أجنبي لمقاطعة ظفار، وهناك أمور كثيرة للدلالة على نبوغ عظمة السلطان الشاب في إدارة ملكه يعمل في هدوء وتؤده يستحق عليهما كل تعظيم واجلال.
ملاحظة 1: الصورة هي صورة للسلطان سعيد بن تيمور في البيت الأبيض وهو أول حاكم عربي يزور الولايات المتحدة عام ١٩٥٩، الصورة نقلاً عن مكتبة الكونجرس الأمريكية.
ملاحظة 2: في حال ملاحظة أية أخطاء إملائية أو لغوية أرجو التغاضي عنها فهذا نقل حرفي لما ورد في الجريدة.
[1] جريدة الجامعة الإسلامية صحيفة فلسطينية يومية سياسة إسلامية. صدر أول اعدادها عام ١٩٣٢ وتوقفت عن الصدور عام ١٩٣٩. وناشرها هو الأستاذ سليمان تاجي الفاروقي وهو شيخ ومحامي ، درس في الأزهر تحت رعاية المفكر محمد عبده وأطلق عليه لقب ( معري فلسطين). وهو يتقن عدة لغات كالتركية والفرنسية والإنجليزية.