شؤون عمانية- عبير الرجيبية
أكد عدد من المسؤولين أن تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تلعب دوراً حيوياً وفاعلاً في إنعاش اقتصاد الدول ورفع مؤشرات النمو والازدهار، لافتين إلى أن سلطنة عمان تسعى كباقي الدول إلى مواكبة ما يشهده العالم من تطور هائل ومتسارع في مجالات الذكاء الاصطناعي والذي قد يحدث ثورة صناعية تعمل على تغيير نمط الحياة بأكملها، كما تحرص حكومة سلطنة عمان على توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جوانب متعددة ومختلفة انطلاقا من الحرص السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في تنفيذ رؤية عمان 2040 والتي تشمل توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمتابعة التحولات الرقمية في العالم الخارجي.
ويرى محمد الرواحي رئيس قسم مشاريع الذكاء الاصطناعي بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أن الذكاء الاصطناعي يعد من الركائز الأساسية التي تعزز الاقتصاد الرقمي، حيث يسهم في تحسين الإنتاجية، وتسهيل اتخاذ القرارات، وتحسين تجربة المستخدم.
وبيّن أنه من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يمكن تسريع الابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتعزيز القدرة التنافسية على الصعيدين المحلي والدولي، مضيفا أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تلعب دورًا محوريًا في تفعيل الذكاء الاصطناعي داخل مختلف القطاعات في سلطنة عمان من خلال استراتيجيات مبتكرة، كما تسعى الوزارة إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة مثل النقل الذكي، وتحليل البيانات والأمن السيبراني. إضافة إلى تطوير البنية التحتية الرقمية التي تدعم بشكل كبير التحول الرقمي في سلطنة عمان ضمن رؤية 2040. من جانب آخر يمكن تفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي بعدة طرق مثل تطوير شراكات استراتيجية مع مؤسسات محلية ودولية في مجال الذكاء الاصطناعي، كذلك استثمار الموارد البشرية المؤهلة في تدريب الكوادر الوطنية وتعزيز البحث والتطوير بهذا المجال، كما يمكن تنفيذ مشاريع تجريبية في القطاعات الحكومية والخاصة لتسريع تطبيق الذكاء الاصطناعي بهدف تحسين الخدمات العامة وتعزيز الكفاءة في الأعمال.
وقال حمود الرجيبي من شرطة عمان السلطانية، إن القطاع الأمني والعسكري من القطاعات التي واكبت التطورات الحديثة ومن أهمها الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال توظيف هذه التقنيات في مختلف الخدمات.
وأضاف: “أولت أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة بالغ الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي وذلك من خلال تطوير تكنولوجيا الأنظمة الآمنة والذكية كالروبوتات ومركبات الدوريات وغيرها، كما عملت على توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التحليل الجنائي ومكافحة الجرائم، إضافة إلى أنها تواصل الدورات التدريبية بهدف تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار في العمل الأمني وتطوير الحلول لمقاومة التغييرات الأمنية في الوقت الحالي والمستقبل”.
من جهته، أشار خليل اللويهي رئيس قسم الابتكار والأولمبياد العلمي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة، إلى اهتمام وزارة التربية والتعليم بمجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، حيث تم تشغيل فريق على مستوى الوزارة يعنى بوضع الأسس والأطر والبرامج التدريبية، إضافة إلى وجود إصدارات عديدة من المجلات والكتيبات التي تحث المعلمين على توظيف التقنيات بمجال التدريس، وعلى مستوى المحافظات فيوجد فرق مشابهة لفريق الوزارة تعمل على التدريب والتأهيل والتعريف بالذكاء الاصطناعي وطرق توظيفه في مجال التعليم”.
وذكر: “في الوقت الحالي لوحظ انتشار أساليب وأدوات الذكاء الاصطناعي بشكل واسع، كالتصاميم الإعلانية والتطبيقات المساعدة لشرح المعلم بهدف تسهيل وصول المعلومة ونقلها إلى الطالب بصورة أفضل، إضافة إلى شات جي بي تي الذي يقوم ببناء محادثة بين طرف بشري وتقني”.
وتابع: “من جانب آخر يعنى قسم الابتكار والأولمبياد العلمي بكل ما يتعلق بالابتكارات العلمية ومسابقات الروبوت التي تندرج تحت مظلة الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، حيث تم تنفيذ ما يقارب 8 – 10 ورشات تدريبية وتعريفية لهذا المجال خلال الفترة الماضية، كما يستضيف المركز خبراء خارجيين مختصين في مجال التقنيات الحديثة بهدف تبادل الخبرات والكفاءات بين سلطنة عمان والدول الأخرى”.
وأوضح الدكتور حاتم الدوحاني المدير العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية بمكتب محافظ جنوب الباطنة، أنه يتم تبني توظيف الذكاء الاصطناعي وذلك من خلال فريق الابتكار الخاص بالتحول الرقمي بمحافظة جنوب الباطنة، والذي عمل على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بنظام الحضور والانصراف بالمؤسسة، كما قام الفريق باحتضان ثلاثة فرق طلابية أكاديمية لتقديم أفكار وحلول تساعد في مواجه تحديات مكتب محافظ جنوب الباطنة.
كما لفت إلى تعدد الجوانب التي تشمل تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل الوادي الذكي والذي يسهم في رصد منسوب المياه في الأودية مع نظام تنبيهات للمواطنين وإخطارات عن بعد، وكذلك الرؤية الحاسوبية بواسطة طائرات بدون طيار “الدرون” لحصر الأضرار الناتجة عن الأجواء المناخية، بالإضافة إلى جوانب أخرى تشملها كذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل مراقبة المطاعم عن بعد بهدف الالتزام بضوابط الصحية، كما سيتم تفعيل الأنظمة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي من خلال نافذة “بوابة الخدمات الإلكترونية للمحافظة”.