العمانية- شؤون عمانية
يُعدُّ ميدان الداخلية “بوليفارد الداخلية” -الذي وافق مجلس المناقصات على إسناد مناقصته- مشروعًا تنمويًّا شاملًا يهدف إلى تعزيز الخدمات والبنية الأساسية، سيتم إنشاؤه في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية، ويتضمن جوانب استثمارية وسياحية وترفيهية وثقافية وصحية وبيئية.
ويمتد المشروع على مساحة تصل إلى 145 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن تُنفذ الأعمال على مدى عامين، ويضم 10 مواقع استثمارية متنوعة و50 عقد انتفاع في مختلف القطاعات، ما يعكس التوجه نحو تنويع الاقتصاد المحلي وتعزيز الأنشطة التجارية.
ومن المتوقع أن يكون لميدان الداخلية تأثيرًا كبيرًا على الحركة السياحية في المنطقة، حيث يُقدر أن يستقطب نحو 944 ألف سائح وزائر سنويًّا إلى جانب توفير 340 فرصة عمل دائمة ومؤقتة، ومشاركة نحو 60 أسرة منتجة في الأنشطة المختلفة داخل الميدان.
وقال سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية: إن مشروع ميدان الداخلية يُعدُّ تجسيدًا للرؤية الطموحة لمحافظة الداخلية في التنمية المستدامة وتوفير بيئة تلبي احتياجات المجتمع، موضحًا أن المشروع يعد مركزًا ترفيهيًّا مفتوحًا يهدف إلى تعزيز السياحة والتنمية الاقتصادية في ولاية نزوى ويتضمن مرافق متنوعة مثل: المعارض والمسارح المفتوحة، التي ستُستخدم لاستضافة المهرجانات والفعاليات الثقافية وعروض الليزر، ما يُمكّن من جاذبية المنطقة كوجهةٍ سياحية.
وأضاف سعادته أن الممشى الرئيسي للميدان يمتد على طول 3985 مترًا، ويُحيط به تشجير ومساحات خضراء، ويوفر بيئة طبيعية مريحة للزوار، كما صُممت مسارات خاصة للدراجات الهوائية بطول 1650 مترًا، إضافةً إلى أحواض للنوافير ومساحة مفتوحة تبلغ حوالي 80 ألف متر مربع، ما يُتيح للزوّار الاستمتاع بتجربة ترفيهية متكاملة بالإضافة إلى منطقة ألعاب للأطفال، ومجموعة من المطاعم والأكشاك، ومتجر متنوع، وسوق لدعم الأسر المنتجة، وغيرها من المرافق والخدمات التي تلبي احتياجات الزوار.
وسيقدم مشروع ميدان الداخلية إسهامًا كبيرًا في المحتوى المحلي والقيمة المضافة خلال فترة تنفيذ المشروع وبعد تشغيله، وتقدر قيمة المحتوى المحلي في فترة التنفيذ بـ 4 ملايين ريال عُماني.
وفيما يتعلق بالعوائد الاستثمارية المتوقعة، أوضح سعادته أن المشروع يُتوقع أن يُحقق عوائد تصل إلى 500 ألف ريال عُماني سنويًّا وبزيادة سنوية تقدر بـ ٥ بالمائة، ناتجة عن تأجير المرافق الاستثمارية، بالإضافة إلى الإيرادات الناتجة عن الفعاليات والمعارض والمهرجانات التي ستُقام في الميدان.
وأكد سعادته أن المشروع يرتبط بعدد من المشروعات الحيوية والتنموية على مستوى سلطنة عُمان بشكل عام، وعلى مستوى محافظة الداخلية بشكل خاص، حيث يُعدُّ جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، ويتكامل مع مشروع مخطط نزوى الكبرى الذي تنفذه وزارة الإسكان والتخطيط العُمراني، حيث نُسِّقَ بين المشروعين لضمان توافقهما مع الاستراتيجية العمرانية المعتمدة ويرتبط بمبادرة نزوى للأنماط الصحية التي تنفذها وزارة الصحة.
وأضاف سعادته أن المشروع يتماشى أيضًا مع المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة، التي تنفذها هيئة البيئة، وقد اتّفقَ مع الجهة المنفذة للمبادرة على زراعة عدد من الأشجار في موقع المشروع؛ ما يُسهم في تحسين البيئة المحلية ودعم التنوع البيولوجي بالإضافة إلى ارتباطه بعدة مشروعات حيوية أخرى، من بينها مشروع الخط الراجع لمياه الصرف الصحي الذي تنفذه شركة نماء لخدمات المياه.
وأوضح سعادته أنَّ مشروع استثمار بوابة نزوى الذي تنفذه مؤسسات متوسطة وصغيرة، يُعدُّ جزءًا من هذا التكامل، حيث يرتبط بشكل وثيق بمشروع ميدان الداخلية، ما يسهم في توفير فرص استثمارية وتنمية اقتصادية في المحافظة، إضافةً إلى ذلك، تشمل المشروعات المتكاملة مشروع تطوير مدخل ولاية نزوى ومشروع محطة النقل العام التكاملية، بالإضافة إلى حديقة نزوى العامة.
وأشار سعادة الشيخ محافظ الداخلية إلى أن المحافظة وقعت اتفاقية مساهمة وتمويل للمشروع مع شركة تنمية نفط عُمان ويهدف هذا الدعم إلى استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال تنفيذ بعض مرافق المشروع وتقديم خدمات مستدامة، مبينًا سعادته أن هناك فرصًا استثمارية متاحة ضمن المشروع لمبادرة “ركن الثقافة”، التي تُعدُّ واحدة من مخرجات مشروع المبادرات لإيجاد بيئة ثقافية حيوية تشجع على القراءة والكتابة وتُسهل تفاعل الكُتاب والمبدعين مع المجتمع.
وتُعدُّ محافظة الداخلية واحدة من الوجهات السياحية المهمة في سلطنة عُمان، حيث تكتنز مجموعة متنوعة من الأماكن السياحية الطبيعية والتراثية والترفيهية، وتهدف المحافظة إلى زيادة عدد زوار ميدان الداخلية ليصل إلى أكثر من 900 ألف زائر بحلول عام 2026م من خلال إطلاق مبادرات تهدف إلى جذب السياح ومرتادي المشروع، وتسعى لجعل الميدان مَحطة توقف رئيسة ضمن الخطوط السياحية التي تشهد تدفقًا إلى المحافظة والمحافظات المجاورة.
كما تُخطط المحافظة لوضع خطة ترويجية فاعلة للميدان بالتعاون مع الشركات المتخصصة في مجال السياحة والمنشآت الفندقية لتضمينها في البطاقة السياحية؛ ما يُسهل على الزوّار الاستفادة من العروض والخدمات المتاحة، ويرفع من كفاءة تجربة الزائر في المحافظة.