خاص- شؤون عمانية
يؤكد عدد من المهتمين بقطاع السياحة ضرورة الاستفادة من فصل الشتاء، وتعزيز جهود الترويج للمزارات السياحية العمانية، لافتين إلى أن سلطنة عمان تتمتع بطبيعة جغرافية خاصة تجعلها وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة والمغامرات.
ويقول رياض الهنائي صاحب شركة Milestone Adventure: “في الموسم السياحي الشتوي في سلطنة عمان، يزور العديد من السائحين من مختلف الجنسيات سلطنة عمان وبالأخص الدول الأوروبية، وتشهد السلطنة ازديادا كبيرا جداً في عدد السياح سنة بعد سنة، وذلك بسبب المقومات الطبيعية الجميلة التي تزخر بها السلطنة، ونتيجة للترويج السياحي المستمر على شاشات عالمية وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بدوره يسهم بشكل كبير في الارتقاء بالسياحة والنمو الاقتصادي في البلد”.
ويضيف: “في موسم الشتاء تنتعش المسارات الجبلية والقرى التراثية والتسلق بمختلف أنواعه وكذلك زيارة الكهوف وبعض الأودية، وهذا الموسم يجذب محبي التخييم والإستمتاع بالطبيعة، حيث توجد العديد من المواقع المشهورة بالتخييم مثل الجبل الأخضر وجبل شمس وكذلك رمال ال وهيبة، ويعد التخييم في سلطنة عمان مميزا جداً، حيث الهدوء التام والجو المناسب للتخييم وكذلك يمكن للسائح مشاهدة النجوم والفضاء بشكل واضح جداً وذلك لعدم وجود تلوث بالأضواء”.
ويؤكد الهنائي: “من المقومات التي ساهمت بشكل كبير في الفترة الأخيرة في تعزيز السياحة هي المشاريع الشبابية العمانية، التي أصبحت محل جذب للسائحين، حيث تقدم لهم تجارب سكن مميزة، وتجارب مغامرات آمنة، وتجارب محلية متفردة، إذ تنتعش السياحة في أماكن مثل مسندم، الجبل الأخضر، الجبل الشرقي، جبل شمس، بر الحكمان، رأس الجنز، والقلاع والحصون وغيرها، فكل سائح يمكنه اختيار المكان على حسب رغبته”.
ويتطرق الهنائي إلى أبرز التحديات التي يواجهها المغامرون في فترة السياحة الشتوية قائلا: “من التحديات وجود بعض المرشدين غير المرخصين يمارسون الإرشاد السياحي التخصصي بأسعار منخفضة، وهذا بدوره يؤثر تأثيراً سلبياً على الشركات المرخصة، ولكننا على ثقة أن هذا التحدي سيتم معالجته بما يتناسب مع متطلبات السلامة وبما يتناسب مع الطاقات الشبابية الشغوفة”.
من جهته، يرى سالم الصلتي -مغامر- أن سلطنة عمان تتميز بتنوع طبيعي وثقافي يجعلها وجهة سياحية جذابة على مدار العام، وخاصة خلال فصل الشتاء عندما يكون المناخ أكثر اعتدالاً، وأن هناك العديد من الوجهات التي تعتبر مثالية للسياحة الشتوية، بما في ذلك المناطق الجبلية، والصحاري، والشواطئ، مما يوفر مزيجًا من المغامرة والاسترخاء.
ويبين: “من الوجهات السياحية المثالية في فصل الشتاء الجبل الأخضر وهو من أشهر الوجهات السياحية في عمان، ففي هذا الفصل تنخفض درجات الحرارة وتصبح المنطقة مريحة للزيارة، ويمكن للزوار الاستمتاع بالتنزه بين المدرجات الزراعية وزيارة القرى الجبلية التقليدية، ومقوماته السياحية تكمن في الطبيعة الخلابة، والأجواء النقية، ووجود مسارات مخصصة للمشي، بالاضافة إلى جبل شمس، فهو أعلى قمة في عمان، ويجذب جبل شمس عشاق المغامرات الجبلية، ويوفر إطلالات مذهلة على الوادي العميق ويعد وجهة مثالية للتخييم والتنزه خلال الشتاء، مرورا بوادي شاب الذي يقدم تجربة مغامرة مائية وسط الجبال، وفي الشتاء، الطقس المعتدل يسمح بالسباحة في برك المياه العذبة واستكشاف الكهوف الطبيعية، وكذلك رمال الشرقية فهناك تصبح الصحراء أكثر جاذبية بفضل الجو المعتدل، وتقدم تجربة مميزة لعشاق المغامرات الصحراوية، حيث يمكنهم الاستمتاع بالتخييم بين الكثبان الرملية، وركوب الجمال، والتزلج على الرمال، وأيضا بر الحكمان الذي يشتهر بكونه ملاذا لمحبي الطبيعة، وخاصة مراقبة الطيور المهاجرة، وفي الشتاء تكون المنطقة ساحرة بأجوائها الهادئة وتنوع الحياة البرية، وجزيرة مصيرة فهي تمثل وجهة هادئة للسياحة الشتوية، حيث يتميز الطقس بالاعتدال، والشواطئ الرملية توفر فرصة رائعة للاسترخاء والأنشطة المائية”
ويلفت الصلتي إلى أن من بين التحديات التي يواجهها المغامرون في السياحة الشتوية: التضاريس الوعرة، فالمناطق الجبلية مثل جبل شمس والجبل الأخضر بها تحديات في التنقل بسبب الطرق الوعرة والممرات الصخرية والتنقل في هذه المناطق قد يكون صعباً على غير المحترفين، مما يتطلب معدات مناسبة وإرشادات واضحة، ويمكن معالجة هذا التحدي من خلال تحسين البنية الأساسية وتوفير خدمات مرشدين محترفين وتطوير مسارات مشي أكثر أمانًا ووضع علامات إرشادية سيسهم في تسهيل التنقل وزيادة الأمان، وكذلك نقص في الخدمات في بعض المناطق النائية، فبعض الوجهات السياحية في عمان مثل رمال الشرقية أو بر الحكمان تعاني من نقص في الخدمات الأساسية مثل الإقامة والمرافق الصحية، مما قد يجعل التجربة أقل راحة لبعض السياح، ونتمنى مستقبلا توفير مراكز خدمات متنقلة في المناطق النائية يمكن أن يعزز من التجربة السياحية، كما يمكن الاستثمار في إنشاء مرافق بسيطة ومستدامة مثل مخيمات سياحية توفر الراحة للزوار، كذلك فإن بعض المغامرين قد لا يكون لديهم معرفة كافية بالأنشطة الصحراوية أو الجبلية، مما يزيد من مخاطر الإصابات أو الضياع، وعلى الجهات المختصة تنظيم ورش عمل حول السلامة قبل القيام بأي مغامرات في المناطق الطبيعية وتوزيع كتيبات أو توفير معلومات عبر الإنترنت حول كيفية التعامل مع الظروف المختلفة يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر.
بدورها، تقول المغامرة حمدة السعدية وهي مهتمة بالمغامرات: “في سلطنة عمان هناك العديد من الأماكن الرائعة والمذهلة لعشاق المغامرات ومحبي الرياضات الجبلية، وخاصة في فصل الشتاء عندما يكون الجو باردا ومثالي للاستكشاف، من بينها جبل شمس والجبل الأخضر، والتي تتميز بمواقع قد تكون أقل شهرة لكنها الأكثر جمالاً وإثارة”.
وتوضح: “من بين الأماكن السياحية المهمة للسياحة الشتوية ممر وادي الثعابين في محافظة الداخلية وهذا الوادي يقدم تجربة مميزة وفريدة للمغامرين وتعود تسميته بهذا الاسم نتيجة إلى تعرجات ممراته التي تشبه حركة الثعبان، فتجربة المغامرة فيه تعتبر حقيقية، خاصة مع الصخور الكبيرة والممرات الضيقة اللي تحتاج تركيز ولياقة، وهذا المكان مناسب لعشاق المغامرات اللي يحبون التحدي والصعوبات الطبيعية، وكذلك كهف الفتحات السبع، الذي يقع بالقرب من كهف مجلس الجن حيث يقدم هذا الكهف تجربة استكشافية تجمع بين المشي وتسلق الصخور واستكشاف الفتحات السبع اللي تعطي شعور بالغموض والمغامرة، وأيضا وادي عمق بير بالمنطقة المحيطة بنيابة طيوي بمحافظة جنوب الشرقية فهو واحد من الأودية التي لها شهرة كبيرة وتستحق تستحق الزيارة، فالمشي في هذا الوادي مغامرة بحد ذاتها بسبب التضاريس الصعبة والمياه الجارية، وعادة ما يحب المغامرون ممارسة الرياضة الجبلية شتاءا في بيئة تجمع بين الوديان والجبال ومن مميزاته إنه بعيد عن المدن والضوضاء، فتعطيك فرصة للاندماج مع الطبيعة.
وتضيف السعدية: “عادة ما تتميز المناطق السياحية المناسبة لقضاء أوقات ممتعة في فصل الشتاء بالتنوع الطبيعي الصعب، فهي تتفرد بالتضاريس المتنوعة بشكل كبير، تجمع بين الممرات الضيقة، الصخور الضخمة، الكهوف، والوديان، وهذه الأمور تجعل المغامرة حقيقية وتحتاج إلى تركيز ولياقة بدنية عالية، مروراً في كونها ذات عزلة عن الحياة الحضرية حيث أغلب الأماكن تلك بعيدها عن المدن والضجيج، وهذا يعطي فرصة للعزلة والاستمتاع بالطبيعة النقية.
وحول التحديات تقول: “أول التحديات الطرق الوعرة، فأغلب هذه ذات طبيعة قاسية ومن الصعب الوصول إليها، وهي بحاجة إلى سيارات من نوع الدفع الرباعي مع الخبرة في القيادة على الطرق الجبلية والوعرة، مروراً بنقص الخدمات، فأغلب تلك المواقع تنقصها الخدمات الأساسية مثل أماكن الإقامة المطاعم، هذا يعني إنه على المغامر أن يكون مستعداً بشكل كامل لمثل هذه الرحلات والمغامرات الاستثنائية وأن تتوفر كل احتياجاتهم لديهم”.
وحول الحلول تقول: نتمنى من الجهات ذات العلاقة العمل على تحسين طرق الوصول لهذه المواقع من خلال تطوير الطرق المؤدية إليها وتوفير وسائل نقل خاصة أو سيارات دفع رباعي للإيجار ما يساعد المغامرين على الوصول بسهولة، ونتأمل من الجهات المعنية توفير مرشدين محليين على دراية تامة بتلك المناطق وطرقها وأماكن الاقامة فيها خاصة في المناطق الصعبة مثل الكهوف والأودية العميقة، مع تأمين الإسعافات الأولية، بحيث يتم تعزيز وجود فرق إنقاذ أو نقاط إسعافات أولية في المناطق النائية، لضمان سلامة المغامرين في حال حدوث أي طارئ، وأخيرا علينا أن نقول إن المغامرات في سلطنة عمان وخاصة في أماكن مثل وادي الممر الثعباني وكهف الفتحات السبع ووادي عمق بير، تمنح تجربة مميزة لعشاق الطبيعة والتحديات”.
ويذكر المغامر سيف القصابي وهو مختص في السياحة والتخييم: “تعتبر سلطنة عمان وجهة سياحية شتوية متنوعة التضاريس، وعلى سبيل المثال وليس الحصر تتميز محافظات الشرقية والوسطى بالسياحة الصحراوية والمخيمات الشتوية، اما محافظة الداخلية تمتاز بجبالها الشاهقة وأوديتها العميقة، والعاصمة مسقط مدينة مريحة جداً في فصل الشتاء، ولا ننسى محافظة مسندم التي تشتهر بالرحلات البحرية ورحلات الصيد، ومن وجهة نظري أرى أن محافظة الداخلية هي الأفضل في فصل الشتاء لأجل المغامرة والتخييم وخاصة جبل شمس والجبل الأخضر، وهذه الجبال تتميز بالارتفاع العالي والجو البارد الذي يناسب رياضة المشي الجبلي والتخييم، كما تحتوي على العديد من المسارات الجبلية والكثير من المقومات الطبيعية التي جعلتها مقصدا لعشاق رياضة المغامرات من كل أنحاء العالم بشكل عام ومن دول الخليج بشكل خاص”.
ويضيف: “لا ننسى التحديات التي يواجهها المغامرون في سياق السياحة من بينها الوعي بطبيعة المغامرة وتقدير الخطورة من أهم التحديات التي تواجه المغامرين، حيث تعتبر المغامرات بشكل عام من الرياضات الخطيرة والتي تحتاج إلى وعي عال بطبيعة المكان وكذلك تحتاج الى تدريب خاص لكل نوع من المغامرات، ويمكننا التغلب على هذه العقبة من خلال الدخول في الدورات المختصة التي توفرها المؤسسات ذات العلاقة، وكذلك توفير بعض الرحلات التعليمية للمغامرين ونشر اللوائح الارشادية الخاصة بكل مسار”.