محمد بن عيسى البلوشي – كاتب ومحلل اقتصادي
بداية، أود أن أستأذن صاحب رواية (قواعد العشق الأربعون) عن جلال الدين الرومي، في أن أقتبس فكرة عنوان هذا المقال، فالحق الأدبي كما نعلم لابد أن ينسب إلى أهله، وهذه أولى دروسنا في الإعلام.
ربما أتفق مع جزئية في رواية قواعد العشق الأربعون، وهي أن زاوية النظر إلى الأمور في مجملها لابد أن تكون متعددة، وهنا درس يمكن أن يستفاد منه في العمل الإعلامي أن زاوية نظرنا إلى الجمهور لابد وأن تكون متنوعة.
ويجب أن نعلم أن جمهور المؤسسة التي يديرها شخص ما ليس جمهورا داخليا فقط، بل هناك رسالة وطنية لابد أن تصل إلى الجمهور خارج البلاد، فإذا كنت رئيسا تنفيذيا لمؤسسة إقتصادية أو تجارية فإن عليك أن تصل إلى أسواق خارجية في خطوة تسعى فيها إلى وصول منتجك للعالمية ومشروعك للانتشار والتوسع ووصول رسالتك للأسواق التي تنشدها.
وهنا نجد دورا استراتيجيا للإعلام الخارجي في أن يساعد وصول رسالتك إلى الأسواق المستهدفة، وكذلك الحال مع المؤسسات الحكومية التي تسعى إلى تعزيز مكانة سلطنة عمان في الأسواق العالمية.
إن الإعلام هو أحد أدوات القوى الناعمة التي تستخدمها المؤسسات في سبيل الوصول إلى الأسواق المطلوبة، تسعى من خلاله إلى تعزيز المعرفة بالفرص المتاحة والامتيازات المتوفرة والتشريعات المشجعة للاستثمار وجذب المستثمرين، وأيضا ترويج الفرص الاستثمارية والاقتصادية والتجارية عبر مختلف قنوات البث والنشر لاستقطاب رؤوس أموال جديدة إلى السوق المحلي.
في حالة ماليزيا وأثناء تولي مهاتير محمد مقاليد الحكم في البلاد، كان الإعلام واحدا من الأدوات التي تم تسخيرها من أجل التعريف والتسويق لرؤية البلاد في الحقبة الأولى، وأيضا الفرص الاستثمارية التي تمتلكها ماليزيا، واليوم أضحت تلك البلاد قبلة للعديد من الأنشطة الاستثمارية المتخصصة ومنها التعليم على سبيل المثال لا الحصر.
إننا نحتاج إلى تعزيز تواجدنا في الإعلام الخارجي من أجل تمكين أهدافنا الوطنية في جذب الاستثمارات، وأيضا ضمان توسع أنشطتنا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في الأسواق الأخرى، وهذا ما يدعونا إلى غاية تعريف العالم بما تحظى به بلادنا من فرص استثمارية حقيقة في المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية، خصوصا في مجال الصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وأيضا في قطاع السياحة البكر الذي يتوق إلى تعزيزه بالاستثمار في المشاريع الفندقية خصوصا في المحافظات، وغيرها من القطاعات الاقتصادية التي تضمن توطين الأنشطة.
أعتقد أن هناك فرصة سانحة بأن يوجه المسؤولون في المؤسسات دوائر الاتصال والإعلام لرسم خطة استراتيجية لتعزيز رسالة المؤسسة في الإعلام الخارجي بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص، وذلك للتسويق والترويج للفرص الاستثمارية في قطاعاتهم وحجم التسهيلات المقدمة للمستثمرين، وأعتقد بأن ذلك يسهم في تحقيق المساعي الوطنية في جذب الاستثمارات كلا حسب اختصاصه.