شؤون عمانية- حفصة الجهورية
بات مصطلح الأمن الغذائي من المصطلحات التي تفرض نفسها في الخطط الاستراتيجية للدول، وذلك باعتبار أن الأمن الغذائي ضرورة أساسية من ضرورات الحياة.
وتسير سلطنة عمان بخطى حثيثة لتحقيق أهدافها المرتبطة بالأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل، وذلك إلى جانب توعية النشء بأهمية الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وما يرتبط بها من إنتاج الألبان والأجبان والتنحيل.
ويسعى مركز الأزهر العلمي إلى تعليم الجيل الجديد إلى تعريف الجيل الجديد بأهمية الزراعة وباقي الجوانب المرتبطة بها وأيضا تعليمهم الجوانب الرقمية والتكنولوجيا بطرق جاذبة.
وقال نبيل بن مبارك الشكيلي مؤسس مركز الأزهر العلمي: “فكرة المركز انبثقت من شركة الأزهر للتجهيزات المختبرية والزراعية، حيث أن الشركة تورد وتعرف بالمعدات الزراعية بالنسبة للقطاع الزراعي والمختبرية بالنسبة للقطاع المختبري، لذلك كنا نحتك كثيرا بالمزارعين والمزارعات نعرفهم بمعدات الإنتاج الزراعي ونعلمهم عليها ونقوم بالصيانة للمعدات كذلك، بعدها ارتأينا أن نساهم في التوعية بأهمية التقنيات الحديثة وكيف تختصر الوقت وتساهم في زيادة الإنتاج.
وأضاف الشكيلي: “المركز سابقاً كان مقره ثابتا في السيب وتزوره المدارس والأسر، وكان لدينا 4 أركان رئيسية وهي ركن الألبان، والمناحل، والأجبان والمختبرات، مثلا كان لدينا في مجال الدواجن آلة التفقيس الاصطناعي للبيض فكان كثير من الناس لا يعلم عنها شيئا مع أنها عصرية ومفيدة جداً وكل عملها بضغطة زر فيمكن لأي أحد أن يستخدمها، فمثلا من حصل على دعم من وزارة الزراعة والثروة السمكية حصل على الآلات ودربناه عليها ولكن من لم يحصل على دعم ولم يسبق له التعرف عليها هنا يبرز دورنا كمركز للانتشار وتعريف الناس بالتقنيات المساعدة، وكل عام يتم إضافة كان قسم جديد، وبعد جائحة كورونا أغلقنا النسخة الثابتة وأصبحنا متنقلين حتى نصل لأكبر عدد من الناس ونصلهم حيث ما كانوا سواء كانوا مدارس أو حضانات أو رياض أطفال، جمعيات المرأة العمانية أو حتى مراكز ثقافية أو مكتبات عامة، وحتى بالنسبة للمدارس كانت المدرسة تبعث بعدد معين من الطلاب للمركز أما الآن بوصولنا لحرم المدرسة أصبحنا نشمل جميع الطلاب الموجودين في المدرسة بغض النظر عن العدد، لذلك قبل جائحة كورونا استقبلنا 28 ألف طالب وطالبة خلال ثلاث سنوات، وعندما تحولنا من الثابت للمتنقل أصبحنا نغطي أكثر من 70 ألف طالب وطالبة خلال السنة الواحدة.
وتابع نبيل الشكيلي: “حاليا نملك 18 ركنا في المركز منها 7 أساسية موجهة للمدارس وهي: ركن المناحل وركن الدواجن وركن الألبان وركن إعادة التدوير وركن الثروات الصناعية الأكثر وركن المختبرات وركن ريادة الأعمال”.
وعن التحديات أوضح: “بالرغم من الفائدة التي يقدمها المركز إلا أننا نواجه مشكلة حقيقية في الحصول على الدعم المالي بحكم أننا مؤسسة خاصة، حاولنا مع شركات النفط والغاز كمسؤولية مجتمعية وسعينا ولكن للأسف اعتذروا، واعتذارهم لم يكن بسبب عدم إيمانهم بفكرة المركز وما يقدمه وإنما كان بسبب أن النظام لا يسمح لها بدعم شركات القطاع الخاص مباشرة، وإنما يجب أن يكون عن طريق القطاع الحكومي، مع أن المركز فقط يحتاج إلى دعم لتغطية التكلفة التشغيلية فقط، فالمركز يصل إلى جميع ولايات السلطنة ورسومنا موحدة لجميع المحافظات سواء ذهبنا لظفار أو الوسطى أو مسندم المشكلة الوحيدة هي مسألة النقل والسكن وهذه صعوبة نواجهها، بالإضافة إلى أن هناك بعض الأركان لم يتمكن المركز إلى الآن من تدشينها مع أنها أركان تقنية وجميلة ومن الجيد أن يتعرف عليها النشء في سن مبكر، خاصة أن هذه الأركان تساعدهم في مسيرتهم البحثية ومستقبل العمل الحر”.
وبين: “يتم التطوير في المركز بطريقتين، الأولى إضافة أركان جديدة تخدم النشء في عمرهم المبكرة، والثانية استهداف شرائح جديدة فنحن الآن من رياض الأطفال وحتى الكليات والجامعات وكذلك كبار السن في خطة المركز، وحاولنا التواصل مع جمعيات المرأة العمانية ولكن إلى الأن لم تنضج لديهم الفكرة حول استهداف فئة كبار السن، فنحن نرى أن هذه الفئة في المجتمع بحد ذاتها طاقة، مثلا إذا كانت هناك أم تعودت أن تنتج من حليب البقر الزبدة واللبن والسمن مثلا ومكتفية بذلك ولكن إذا حضرت الورشة اليوم ستكتشف بأنها تنتج ثلاثة من عشرة من مشتقات الألبان بنفس كمية الحليب وبنفس المعدات اللي عندها، وهذا يساعد بأن هذه الفئة تساهم مساهمة في المجتمع لم تكن محسوبة لتحقيق أمن غذائي وتحقيق اكتفاء ذاتي بجهد أقل وإنتاج أكثر”.
من جهتها، سعاد بنت سالم السيابية: “تعرفنا على المركز وما يقدمه من فعاليات عن طريق إعلان في الواتس أب، وكان الأمر بالنسبة لنا ملفت فهناك أركان مختلفة وقبة فلكية ويستهدف أعمار أبنائنا وأنا وضعت من ضمن أهدافي لهذا الصيف بالنسبة لأبنائي رحلات تعليمية، وعندما وصلني الإعلان شعرت بأنها فرصة لتحقيق الهدف وما جذبني أيضا أن فعاليات المركز تخلق جو من الربط بين الدين والعلم ففعالياتهم قد أقيمت في الجامع فنربط في عقول أبنائنا بأن المساجد ليست فقط للصلاة بل هو صالح لجميع نواحي الحياة، ومثل هذه الفعاليات التي يقدمونها تعد محببة للأطفال حيث أنها تفاعلية، وبالتأكيد سوف نتواصل مع المركز إن شاء الله لنستضيفهم في مدارس أولادنا في جنوب الباطنة”.
أما رحمة بنت عبدالله المعمري فأوضحت: “عرفنا عن فعاليات مركز الأزهر العلمي عن طريق مدرسة صيفية تدرس بها ابنتي، وكما نرى فإن الأطفال يتعرفون على أساسيات العمل في المناحل والمزارع كما يتعلمون الأمور العلمية التي تفيدهم في مستقبلهم القريب والبعيد، أرى بأن مثل هذه المراكز نحتاجها فعلاً فهي تساهم في بناء منهج علمي صناعي إنتاجي للأطفال، وحقيقة استمتعنا بالمعلومات الرائعة بقدر الأطفال والجميل ان المكان يحتوينا جميعا كعائلة”.
وذكر حمود بن خميس بن سيف الهنائي: “أبناؤنا في هذه الأيام لديهم تطلعات واهتمامات تختلف تماما عن جيلنا فكل جيل لديه توجهاته، فمن الرائع أن المركز يقوم بدمج تعليم الزراعة ومنتجات الألبان والتنحيل وغيرها من الأمور المرتبطة بالأمن الغذائي والذي يتكفل مستقبلا باستدامة جودة الغذاء، لذلك نرى أن تحبيب هذا الجيل بهذه الجوانب بجانب الجانب العلمي أمر رائع ونتمنى دعم المركز ليصل للجميع، لأنه من الرائع أن ننشئ جيلا محبا لهذه الأعمال”.