رأي شؤون عمانية
يواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه الوحشية وعملياته الجبانة، في تحد واضح وصريح للمواثيق والقوانين والقرارات الدولية، وذلك نتيجة لفشل المجتمع الدولي في وقف هذه الممارسات الإسرائيلية التي تؤكد مواصلة الاحتلال سفك المزيد والمزيد من الدماء.
وبالأمس، تبنى جيش الاحتلال العملية العسكرية التي استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت، مدعيا أن هذه الضربة استهدفت قياديا عسكريا كبيرا في حزب الله اللبناني، ليخرج علينا بعد ذلك وزير الدفاع الأمريكي بقوله أن الولايات المتحدة سوف تحمي إسرائيل إذا حاول حزب الله الرد على هذه الضربة.
كل هذه المعطيات تؤكد لنا وحشية هذا الكيان الذي أشعل المنطقة بأكملها، معتمدا على الحماية الأمريكية والغربية، وتؤكد لنا أن المجتمع الدولي لا يرى سوى حماية وأمن إسرائيل ولا يعنيه أمن وسيادة أي دولة أخرى.
ولم تمض ساعات على هذه الضربة الجبانة، حتى فوجئنا بخبر استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وذلك عقب استهداف مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، إذ كان هنية مشاركا في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
إن منطقتنا الآن تشهد تطورا مقلقا على المستويين السياسي والعسكري، ويزيد من هذه التوترات رعونة وهمجية الاحتلال وانتهاكه لأمن وسيادة الدول، وسط تخوفات من أن تتصاعد الأمور وتتحول إلى حرب إقليمية كان العالم في غنى عنها إذا ما وقف المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وكان حائط صد أمام الإجرام الإسرائيلي المستمر منذ عام 1948.
ونود أن نشير هنا إلى مواقف سلطنة عمان المنبثقة من سياستها الخارجية التي ترتكز على إرساء الأمن والسلام الدوليين، وتغليب خيار النقاش والمباحثات السلمية لحل كافة الصراعات، والوقوف إلى جانب القضايا العادلة ودعمها، والتوسّط لحل الأزمات بين دول، ومطالبتها المستمرة بوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال والالتزام بالقوانين الدولية، مع دعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.