نبيل بن محمد الهادي
شهدت سلطنة عُمان خلال السنوات الأربع الأخيرة، ومنذ تولّي حضرةِ صاحبِ الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ مقاليد الحكم جولات مكوكية خليجيّة وعربيّة وآسيويّة وأوروبيّة للبحث عن منافذ استثمارية لتعزيز فرص الشراكة الاستراتيجية مع عدد من الدول وتكلّل كل ذلك بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات في مختلف المجالات لتكون هذه الزيارات التي يقوم بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ /أيّدهُ اللهُ/ خارطة طريق لمستقبل مشرق للأجيال القادمة.
وكان جلالتُه /أعزّهُ اللهُ/ حريصًا على أن يكون رجال الأعمال العمانيون حاضرين خلال هذه الزيارات التي يتم خلالها إقامة ندوات وملتقيات لبحث الفرص الاستثمارية بهدف الترويج للمناطق الاقتصادية والسياحية التي أنشأتها حكومة سلطنة عُمان في مختلف المحافظات خاصة المنطقة الاقتصادية بالدقم لرفد الاقتصاد العُماني ووضعه على خارطة المناطق الاقتصادية الإقليمية والدولية ومساعدة الشركات العُمانية لدخول الأسواق المتقدّمة والناشئة.
والمتابع لهذا الحراك يلحظ أن سلطنة عُمان أعادت صياغة نهجها الاقتصادي والتجاري، ومع إطلاق رؤية عُمان 2040، بدأت حقبة ديناميكية جديدة من النمو الاقتصادي، وعصر جديد ومتجدّد للنهضة التنموية في ظل القيادة والتوجيهات الحكيمة لمولانا المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/.
وأكّد جلالتُه ومنذ اليوم الأول لتولّيه مقاليد الحكم في خطابه الأول على أهمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقطاع ريادة الأعمال لا سيما المشروعات التي تقوم على الابتكار والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة وتدريب الشباب وتمكينهم للاستفادة من الفرص التي يتيحها هذا القطاع الحيوي.
وحقّقت سلطنة عُمان ومن خلال عدة موضوعات ومؤشرات رئيسة والتقارير الدولية الصادرة عن البنك الدولي وصندوق النقد العربي الدولي وصندوق النقد العربي تحسّنًا في الأداء الاقتصادي، حيث قامت خلال مدّة وجيزة بسداد مبالغ مترتبة من الدَّيْن العام وتحسن تصنيفها العالمي الخاص بالأداء الحكومي من خلال وضع استراتيجية واضحة لإدارة الموارد المالية وخطّة التوازن المالي التي أسهمت بدور كبير في الاستقرار والأمان المالي.
ومما لا شك فيه أن زيارات جلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه اللهُ ورعاهُ/ خلال الفترة القادمة ستعمل بلا شك على جذب الاستثمارات الأجنبية وتُسهم في دفع عجلة الاقتصاد العُماني وهذا بدوره يوفر فرصًا وظيفية للشباب ويرفد خزينة الدولة بالموارد المالية.
وتشير الأرقام الأخيرة الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى ارتفاع ملحوظ في حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والدول التي قام جلالتُه بزيارتها خلال الفترة الماضية، حيث بلغ إجمالي الصادرات العُمانية إلى سنغافورة حوالي 521.7 مليون ريال عماني فيما وصلت الصادرات السنغافورية لسلطنة عُمان إلى 54.6 مليون ريال عُماني.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والهند نهاية العام الماضي مليارًا و447 مليون ريال عُماني وبلغ التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 5 مليارات ريال عُماني بزيادة بنسبة 20.4 بالمائة مقارنة بعام 2022م، في حين بلغ التبادل التجاري بين سلطنة ودولة الكويت نهاية العام الماضي حوالي 830 مليون ريال عُماني بنسبة زيادة قدرها 24.2 بالمائة مقارنة بعام 2022.
وقد شهد التبادل التجاري بين سلطنة والمملكة الأردنية الهاشمية نموًّا ملحوظًا خلال عام 2023 مسجلًا زيادة بنسبة 25 بالمائة ليبلغ نحو 74 مليونًا.
وتأتي هذه الزيارات التي يقوم بها جلالتُه /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ لتسهم في تحسين وتوطيد العلاقات الراسخة والروابط المتينة بَيْنَ سلطنة عُمان وهذه الدول والرغبة الأكيدة في تطوير التعاون بمختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، ويُنتظر أنْ تشهد نُموًّا يعكس عُمق العلاقات القائمة وتحقيق المصالح المتبادلة نظرًا لِمَا تملكه هذه البلدان من إمكانات مختلفة.