بدر بن سالم العبري
الكالفينيّة نسبة إلى المصلح جان كالفن [ت 1564م]، وهو من أصل فرنسي عاش في سويسرا، وقد عاصر مارتن لوثر، ومارتن لوثر تمسّك بكاثوليكيّته مع الإصلاح الدّيني فيها، فلم ير الاستقلال خلاف كالفن رأى الاستقلال عنها من الابتداء، والكالفينيّة فتحت التّعامل مع النّصّ الدينيّ بشكل أوسع من اللّوثريّة، لهذا حدث فيها انقسامات عديدة، كالإنجيليكانيّة والمشيخيّة والمعمدانيّة والخمسينيّة والرّسوليّة والإخوة، والعديد منهم لم يؤمن بالأسرار السّبعة وإنّما بسري التّعميد والقربان في صورته البسيطة، “فلا يوجد مذبح في الكنيسة ولا قربان ولا نذور، ولا يستخدمون البخور، ولا يوجد عندهم نظريّة الاعتراف، وهذا يكون مباشرة بين الإنسان وربّه، ويوجد أب روحي هو القسّيس، يتوقف دوره هنا عند المشورة والمساعدة الممكنة فقط”[1]، ومالوا إلى رمزيّة حضور المسيح في القربان المقدّس وليس حقيقة، والمعمدانيّة منهم اعتبرت التّعميد من البلوغ مربوطا بإيمانه ورغبته، وغالب الكنائس الكالفينيّة خلافا للإنجيليكانيّة رفضوا وجود أيقونات أو تصاوير في الكنيسة، اعتمادا على الكتاب المقدّس: “لا تصنع لك تمثالا منحوتا، ولا صورة ما ممّا في السّماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض، لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ، لأنّي أنا الرّب إلهك إله غيور” [سفر الخروج، إصحاح 20، آية 4]، واعتبروها عادة وثنيّة.
وقد تخلّصوا من الزّيادات التّاريخيّة في الطّقوس، ومنها الصّيام، والصّيام عندهم كما يقول السّيد المسيح: “وأمّا انت فمتى صمت فادهن رأسك، واغسل وجهك، لكي لا تظهر للنّاس صائما، بل لأبيك الّذي في الخفاء، فأبوك الّذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” [إنجيل متّى، الإصحاح: 6، آية: 17 – 18]، “فليس عندهم وقت معين للصّيام، ولا يوجد لديهم الصّيام الصّغير ولا الكبير، ولا يعرّف النّاس أنّه صائم، ويتخلل الصّيام قراءة الكتاب المقدّس، والصّلوات، والصّيام عن المعاصي والخطيئة والشّرور”[2].
[1] العبريّ: بدر، التّعارف تعريف بالذّات ومعرفة للآخر؛ سابق، ص: 191. من خلال اللّقاء مع القسّ المشيحيّ هاني عزيز.
[2] نفسه، ص: 191.