خاص- شؤون عمانية
يرتبط شهر رمضان في أذهان الكثير من الأجيال بالعديد من الممارسات الدينية والاجتماعية، إلا أن بعض المواطنين يؤكدون أن الكثير من العادات الاجتماعية والدينية اختفت وتغيرت، وأن طقوس شهر رمضان لم تعد مثل السنوات السابقة،سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع.
ويقول هادي الهنائي إن شهر رمضان هو شهر فضيل ومبارك يتميز بأداء الكثير من العبادات والعادات الاجتماعية مثل صلة الرحم والزيارات المتبادلة بين الأهل والأصدقاء، والتجمع بعد صلاة التراويح في بيت من بيوت أهل الحارة الواحدة والمساهمة في تجهيز الطعام مع الجيران، مضيفا أن بعض هذه العادات تراجعت ولكن يبقى رمضان هو الشهر الذي يذكرنا بكل هذه الذكريات الجميلة التي يواظب عليها البعض حتى الآن.
ويوضح مالك المزروعي: في الماضي كانت هناك طقوس وعادات معينة تميز شهر رمضان، مثل الصلوات الجماعية في المساجد ومكبرات الصوت تصدح بكل ركن بالمنازل، وموائد الرحمن، والإفطارات العائلية الكبيرة، أضف إلى ذلك التجمعات والمسابقات الثقافية، وجلسات حفظ القرآن والمحاضرات الدينية بعد صلاة العصر، ولكن الأحوال تغيرت في الوقت الحالي لأسباب عديدة.
من جهتها، تشير أميمة العجمية إلى أن شهر رمضان يعيد للجميع ذكريات الماضي الجميل، حيث كانت عادات شهر رمضان فيما مضى من الوقت مميزة، وكان التركيز الأساسي يكمن في العبادة والطقوس الدينية، حيث كانت الأسر تجتمع لأداء الصلاة وقراءة القرآن معًا بشكل متواصل، وكانت الأجواء الروحانية تملأ المساجد والمنازل، مما يخلق أجواءً مليئة بالتأمل والانتعاش الروحي.
وفيما يتعلق بالعادات الغذائية، فتبين: “كانت الوجبات تحمل الطابع التقليدي والمحلي، حيث كانت الأسر تحرص على تحضير الأطباق الشهية والمفضلة لأفراد الأسرة في وقت الإفطار والسحور، كانت الطاولات تزخر بالأطعمة التي تعكس التراث والثقافة المحلية، ومن ناحية الأنشطة الترفيهية والاجتماعية فكانت محدودة بشكل كبير خلال شهر رمضان قبل أكثر من 15 عامًا، حيث كان الناس يفضلون قضاء الأوقات في العبادة والتأمل، بدلاً من المشاركة في الأنشطة الترفيهية الخارجية، وكانت الاحتفالات بشهر رمضان تقتصر في الغالب على الأنشطة الدينية والتركيز على الطقوس والعبادة، ولم تكن هناك الفعاليات الاجتماعية والثقافية التي نشهدها في الوقت الحاضر”.
وتضيف: “باختصار، كان رمضان يتسم بالروحانية والتقاليد الدينية العميقة، كانت الأسر تجتمع في أجواء هادئة ومليئة بالتأمل، وكانت العادات الغذائية تحمل بصمة التراث والثقافة المحلية، وتعكس هذه الذكريات جزءًا من تطورات وتحولات شهر رمضان عبر العقود، مما يجعلنا نستعيد هذه الذكريات بشغف واهتمام”
أما هدير الحارثية، فتقول: “في السنوات الأخيرة، شهد شهر رمضان تطورات ملحوظة في عدة مجالات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والتغذية، ولاحظنا زيادة في التجمعات والفعاليات الثقافية والدينية التي تنظمها المجتمعات خلال هذا الشهر، مع تعزيز التراث والتعايش الثقافي، بالإضافة إلى ذلك، لعبت التكنولوجيا دورًا كبيرًا في توفير المعلومات وتيسير التواصل بين الأفراد، مما أدى إلى زيادة التواصل الاجتماعي وتبادل التهاني والمعلومات حول رمضان”.
وتذكر: “شهدنا زيادة في الوعي بأهمية التغذية الصحية والأنشطة الرياضية خلال هذا الشهر الفضيل، مع تعزيز الوصفات الصحية والمتوازنة والتوجه نحو تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات الصحية، مع ملاحظة تغيرات في التوجهات والممارسات خلال السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، ربما شهدنا تزايدًا في الاهتمام بالعبادة والتأمل خلال رمضان، بالإضافة إلى زيادة في الجهود المجتمعية لمساعدة المحتاجين وتقديم الخدمات الاجتماعية للمجتمعات المحلية خلال هذا الشهر الكريم.
ويختتم خالد الدروشي الحديث عن الاختلافات التي حدثت في شهر رمضان مع تطور السنين قائلا: “الزيارات التي كانت حاضرة بين الأهل والأقارب والجيران وتبادل العزائم وتداول الحوار والتعاون فيما بينهم وهذه صبغة اجتماعية وثقافية ودينية خص بها الشهر منذ أمد بعيد، أما الآن فهناك انعدام في التواصل مع قلة الزيارات بين الأهالي حتى أصبح الأغلب في انعزال تام، ويعود ذلك لأسباب عديدة لربما أهمها الانشغال بظروف الحياة المختلفة ناهيك عن تبدل الأحوال الاجتماعية وغياب المبادرة الاجتماعية من البعض وما نأمله هو أن تعود ذكريات الماضي الجميل الخاصة بالشهر الفضيل كما ألفناها سابقا”.