عائشة بنت عبد الله بن حمد الكلبانية
في ظل انتشار ظاهرة الطلاق في المجتمع العماني ورصد الجهات المختصة لتصاعد الحالات، أجرى كل من عائشة العلوية وفاكر الغرايبة من جامعة الشارقة دراسة بعنوان “أسباب الطلاق وتأثيراته في الأسرة العُمانية: (دراسة نوعية)”، وهي من أحدث الدراسات التي تناولت هذا الجانب.
وجاء الهدف من الدراسة التعرف على أسباب الطلاق والآثار الناجمة عنه، والوصول إلى وضع توصيات للتقليل من الطلاق في المجتمع العُماني.
وكان منهج التحليل النوعي هو المنهج المستخدم في هذه الدراسة لتحليل كل من الإحصاءات الرسمية المتعلقة بالظاهرة والصادرة من وزارة العدل والشؤون القانونية والمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وكذلك تحليل المقابلات التي أُجريت مع عدد من المختصين في دوائر التنمية الأسرية بمختلف محافظات السلطنة.
وتوصلت الدراسة إلى أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للطلاق هي الفئة الشابة التي تقع بين (20-30) عامًا، لتبين في الوقت نفسه أن حالات الطلاق تقع في مدة الخمس سنوات الأولى من عمر الزواج، كما توصلت إلى أن عوامل سوء الاختيار الزواجي، وسوء التوافق الزواجي، وعدم توافر مسكن مستقل، وعدم القدرة على الإنجاب، كلها تمثل أهم الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي تؤدي إلى الطلاق في المجتمع العماني.
وفيمَا يخص الآثار الناتجة عن الطلاق وجدت الدراسة أن حدتها تكمن في الضرر النفسي الذي يصيب الأبناء وبذلك يؤثر على مستواهم التحصيلي والسلوكي والنفسي، ويصيبهم بالحرمان العاطفي، لذا خلصت الدراسة إلى أن الآثار الأكثر ضررا الناتجة عن الطلاق تقع على الأبناء ومن ثم على النساء المطلقات لا سيما الأمهات منهن.
وانتهت الدراسة بعرض مقترحات للتقليل من حجم الظاهرة في المجتمع العُماني، والتي تضمنت تكثيف التوعية المجتمعية بأهمية الاختيار الصحيح للشريك من الطرفين، وكذلك توعية الشباب المقبل على الزواج بمهارات إدارة الخلافات الزوجية، سياسة الإنفاق المناسبة، وكيفية فهم الطرف الآخر سعيًا لتحقيق أكبر توافق زواجي، وإلزامية الكشف الطبي قبل الزواج.
وفي هذا السياق، تطرقت العديد من الدراسات لوضع مجموعة من التوصيات للحد من هذه الظاهرة كعدم تدخل الأهل والأقارب في حياة الزوجين، واستحداث مراكز غير ربحية لتقديم المشورة للشباب المقبل على الزواج، والتعاون مع وزارة التربية بإدخال مناهج دراسية تحث على غرس قيم الولاء والتماسك الأسري ومعرفة الأساليب الصحيحة في مواجهة الخلافات.