فايزه محمد
بإسدال الستار على فعاليات مهرجان “عين” للأفلام القصيرة، يمكنني القول إن جائزة المهرجان الأهم والتي تشارك الجميع في الفوز بها، هي ما اكتسبه المشاركون من خبرات، خاصة وأن الهدف الرئيسي من المهرجان هو ما ساهم به من برامج وفعاليات لرفد المحتوى الإبداعي في سلطنة عُمان، بالإضافة إلى الفرصة التي أتيحت لصنّاع الأفلام المحترفين والناشئين للمشاركة بأفلامهم.
وفي ختام فعاليات المهرجان الذي تشرفت بحضورها، وبعد أيام شهدنا خلالها وجبة دسمة من الأفلام القصيرة في فئات مختلفة، وضعت نفسي مكان لجنة التحكيم والتي بالتأكيد كان أعضاؤها في حيرة لاختيار الفائزين بجوائز المهرجان مع ما لمسناه من مستويات عالية من الإبداع، ليستقر قرار اللجنة على “البنجري” كأفضل فيلم روائي و”النهر العُماني” كأفضل فيلم وثائقي و”أرواح ملتهبة” كأفضل فيلم أطفال، إضافة إلى جوائز أفضل سيناريو، وأفضل تصوير وأفضل ممثلة وممثل وأفضل مونتاج في مختلف الفئات.
هذه الأعمال عكست الفكر المتطوّر لدى الشباب ورؤيتهم العميقة وفهمهم وفكرهم الواسع لمجتمعهم وطبيعة بلادنا، مترجمين هذا الفكر إلى أعمال سينمائية تجسد الإبداع في كل ما تحمله من فروع سواء في النص والسيناريو أو التصوير أو الأداء التمثيلي والإخراج.
وسبق هذا التتويج مجموعة من الفعاليات والبرامج الفنية التي شملت حلقات عمل في الإخراج تناولت مهام ومسؤوليات المخرج ومراحل عمله وأهم الفنون الأساسية التي يحتاجها لإخراج عمل مميز، وكذلك كتابة السيناريو وكيفية بناء القصة والفكرة، وأسس كتابة السيناريو، والمعالجة الدرامية والفنية، وتاريخ الكتابة للسينما، وأساسيات نقل الصورة للمشاهد، وتنسيق النص السينمائي، وبالتأكيد خرج المشاركون من هذه الفعاليات بخبرات ومعارف إضافية عززها التطبيق العملي المثري للمتدربين.
نعم ودعنا مهرجان عين ولكنه وداع على أمل بلقاء يتجدد في نسخ قادمة تتطور مع اهتمام وزارة الإعلام بقطاع الأفلام القصيرة والعمل عليه برؤية واضحة، لاسيما وأن منصة “عين” وباعتبارها أكبر مكتبة مرئية سمعية في سلطنة عُمان ستضم أعمال هذا المهرجان فضلا عن إثرائها المحتوى العماني باتجاهها إلى إنتاج أعمال درامية.