رأي شؤون عمانية
يُمثّل مجمع عُمان الثقافي الذي تفضّل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم ـحفظهُ الله ورعاهُ- بوضع حجر أساسه بمرتفعات المطار في محافظة مسقط، منارة للتعريف بثقافتنا ونشرها والنهوض بها، علاوة على صون هذه الثقافة التي تشكل جزءا كبيرا من هويتنا العمانية، كمنجز حضاري للنهضة المتجددة.
والمجمع الذي يضم ثلاث مؤسسات وطنية مهمة، يعد مساحة حيوية مخصصة لجمع وحفظ وعرض الفنون والثقافة الحية والتاريخية والمعاصرة في سلطنة عُمان، حيث يجمع مختلف صنوف الفنون من خلال المسرح الوطني، والمكتبة الوطنية، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ليُسهم في النهوض بالعمل الثقافي والأدبي والمسرحي والبحثي وتعزيز الأنشطة والفعاليات والبرامج وتطوير مجالات العمل وحفظ الذاكرة الوطنية لتاريخ وإنجازات سلطنة عُمان.
كما يعمل المجمع على نشر الثقافة بين الأجيال من خلال ما يضمه أيضا من مكتبة الأطفال ودار الفنون ودار السينما والمنتدى الأدبي وقاعات للفنون التشكيلية، مع نهج لتطوير مجالات الأنشطة وتسهيل تنفيذ الاستراتيجية الثقافية لخدمة المجتمع والإشراف والمتابعة للمراكز والمؤسسات الثقافية الحكومية والأهلية، والعمل على بناء قدراتها وتمكينها من أداء أدوارها ورفع كفاءاتها وقدراتها، وتطوير الخطط والبرامج لتلك المراكز في المحافظات وولايات سلطنة عُمان.
وسيعمل المسرح الوطني على دمج النشاط المسرحي بشكل واسع في النشاطات والبرامج الطلابية وفي المناهج الدراسية، وسيساهم في الإشراف ومتابعة البرامج والأنشطة المسرحية بالتنسيق مع الجمعيات والفرق المسرحية، ليكون أداة فاعلة في خدمة برامج وأهداف الحكومة من خلال العمل على نشر الوعي بين أفراد المجتمع.
كما سيتم أيضا توفير خدمات البحث العلمي والفكري للدارسين والباحثين من خلال مؤسستين مهمّتين هما هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والمكتبة الوطنية، وهما المؤسستان المعول عليهما لجمع البيانات وإعداد قواعد لهما واستيعاب ما يصل إلى مليون مجلد واستغلال الوثائق في التعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لسلطنة عُمان عبر العصور، بما يعمل على غرس القيم والهوية الوطنية وتعزيزها وصونها والحفاظ عليها.