د. سعيد بن محمد السيابي
“الحيوانات البشرية”.. لم نتعجب من الوصف العنصري الذي ظهر في القرن الحادي والعشرين على لسان وزير دفاع الصهاينة في الحرب ضد قطاع غزة، والذي كان لسانه وأفعاله ومجازره شاهدة عليه كأحد أبرز المجرمين في العالم وأشدهم دموية وسادية ومعاداة للإنسانية والفطرة السوية.
إن الصفات التي أطلقها البربري وصانع الإبادة يوآف غالانت وغيره من جنرات الجيش الصهيوني الخطير عالميا بضربه عرض الحائط كل قيم وتعاليم الإنسان السوي وحقوق الإنسان ومعاملة البشر وكرامتهم التي حفظتها المواثيق الدولية، واتفاق الأمم في الحروب من استثناء كل ما هو ضعيف (الطفل والمرأة والكبير في السن والمريض) وغير ذلك من الجلافة والمعاملة اللاإنسانية في الصراعات، كما تشترط المواثيق الدولية فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من هذه الدائرة التي أشعلت نيرانها شرور الإنسان وأحقاده.
لقد قام الاحتلال بالكثير من الانتهاكات، والتي كانت سببا في البدء بانتفاضات متتالية، ومتى استطاع أبناء الأرض القيام بثورة سيقومون بذلك، إلى أن تقف البشرية المنقسمة مع حق الفلسطينيين.
قيل: إن الأحمق قد يكون أكثر قسوة دون قصد من الحاقد بقصد، فلا شيء أسوأ من اعتياد القسوة، فالثورة التي حدثت في غزة أخرجت الوجه القبيح للاحتلال وممارساته اللا إنسانية، والمصطلحات التي نطق بها قادة هذا الاحتلال دليل على ذلك، وهم الذين من المفترض أن يكونوا سياسيين وواجهة لدولة تدعي أنها “الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، كما كانوا يتبجحون ويتاجرون في العالم بسلطتهم وبدعم أشياعهم على المنصات الإعلامية العالمية، ولكن أمام إعلام المواطن الذي ينقل الأحداث في توقيتها وبالإضافة إلى الوسائل الإعلامية التي تنقل الأحداث مباشرة، فقد كشفت عوار ما يختبئ تحته جلد الحية، فأخرجت في حرب غزة التي تدور دوائرها بأفظع المصطلحات والمسميات كلفظ “حيوانات بشرية” وغيرها من سموم الكلمات والخطب التي تجرأ البعض بنطقها، مثل إلقاء قنبلة نووية في غزة ورمي الفلسطينين في البحر وغيرها.
إن امتحان قيم العالم المثلى لا تحتاج إلى تنظير، فمجرد فتح القنوات الإعلامية التي تنقل الدمار الهائل والتصريحات الصهيونية والداعمين لهم من المتصهينين الجدد، نكتشف أن التصريحات بالدفاع عن النفس واستمرار الحرب هو الصوت الأعلى حتى لو كان الإنسان وقتله وامتهان أقل حقوقه ثمن لهذه العجرفة التي يعيش مخاضها العالم المريض! فالبشرية في امتحان كبير في دولة فلسطين، فهل من عادل يحقق العدل والقيم الإنسانية دون مزايدات؟!