سعود بن محمد بن حمود العبري
يعد البرنامج الإعلامي الذي أطلقه البنك المركزي العماني منذ عام تقريبا والذي جاء بمسمى “تواصل”، هو حجر الزاوية للجهود الإعلامية التي تبذلها هذه المؤسسة للتواصل المباشر مع مكونات المجتمع من مؤسسات وشركات ومستثمرين وأفراد، لغرس المعرفة الحقيقية بأدوار البنك ومهمته الوطنية، وإلقاء الضوء على المواضيع المهمة التي تعني بالقطاع المصرفي العماني.
إن الرحلة التي قطعها برنامج “تواصل” والذي انطلق من محافظة ظفار وسارت خطاه إلى محافظتي شمال الباطنة ومسندم، أثبتت تنوع فعالياته حسب طبيعة كل محطة، بالإضافة إلى الدور النوعي الذي ينتهجه القائمون على البرنامج في إعداد مثل هكذا مشاريع من خلال تنفيذ فعاليات نوعية تخص توجهات المحافظات واهتماماتها، والدور الذي نأمله من القطاع المصرفي، إلى جانب تعزيز الشراكة مع قطاع المال والأعمال وزرع بذور الوعي المالي لدى الناشئة.
إننا بحق نحتاج إلى برامج نوعية متخصصة تعنى بتعزيز الوعي في القطاعات التي تهم الجوانب الإنسانية وأيضا جوانب بيئة الأعمال على مستوى محافظات السلطنة، وهذه دعوة للبنك المركزي العماني بزيارة محافظة جنوب الباطنة لتنفيذ برنامج “تواصل” والذي نأمل بأن يسلط الضوء على مسألة “الاقتراض المسؤول” وأيضا تعريف الشباب بدور البنوك في التمويل الاستثماري للمشاريع التجارية والسياحية والخدمية والصناعية.
إن الرؤية الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم-حفظه الله ورعاه- بتوجيه جميع قطاعات الحكومة نحو تعزيز الشراكة الحقيقية مع المجتمع وتنشيط دور المحافظات ومنح المزيد من الإمكانيات والصلاحيات، سوف تساعدنا على صناعة فرص اقتصادية وتجارية متجددة على مستوى تلك المحافظات، وبالتالي سينعكس بالإيجاب على استقرار الإنسان في ولايته ومدينته وزيادة فرص الدخل لديه وتوفير مزيد من فرص توطين الأعمال.
إن من واجبنا اليوم المساهمة بشكل إيجابي في تعزيز الناتج المحلي عبر بوابة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأيضا المساهمة في نمو الفكر في الإنتاج والصناعة من خلال بناء مشاريع حقيقية الوقوف عليها، وهذا سيأتي بمشيئة الله تعالى بتعاون وتضافر جميع الجهود الوطنية التي تعمل في تشارك حقيقي من أجل تحقيق رؤية بلادنا العزيزة.
كما أن التواصل الذي أطلقه البنك المركزي العماني عبر برنامجه التوعوي، لابد أن يستمر ويتواصل ويصل إلى جميع محافظات بلادنا الغالية، ونلتمس من إدارة البنك المركزي العماني أن يعزز هذا الجهد الكبير بإيجاد مناهج تعليمية، تعلم الأطفال والشباب آلية وطرق الادخار، كي نوجد مجتمعا قويا اقتصاديا، ويعمل في المستقبل على إنشاء المشاريع المتنوعة.