العمانية- شؤون عمانية
يعد مرصد الحوقين الفلكي بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة أول مرصد فلكي على مستوى السلطنة، وقد ساهم منذ إنشائه في عام ١٩٩٧م في نشر الثقافة الفلكية بين مختلف فئات المجتمع من خلال المحاضرات والفعاليات الفلكية المتمثلة في رصد الأجرام السماوية والظواهر الفلكية مثل خسوف القمر وكسوف الشمس واقتران الكواكب والنجوم وتساقط زخات الشهب وعبور المركبات الفضائية.
وحول فكرة إنشاء مرصد الحوقين تحدث الهاوي الفلكي يوسف بن زاهر السالمي صاحب المرصد لوكالة الأنباء العمانية بقوله: بدأت حكايتي مع علم الفلك منذ دراستي في المرحلة الابتدائية وبالتحديد في الصف الخامس الابتدائي حيث لاحظ معلم العلوم اهتمامي بالفلك، وشجعني على إلقاء الكلمات الإذاعية في طابور الصباح وعمل المجلات الحائطية
التي تتحدث عن الفلك وغزو الفضاء، وكنت في كل ليلة أراقب النجوم، وأرسم أشكالها وأسجل الملاحظات عنها، ومن هنا بدأتُ أفكر وأحلم في إنشاء مرصد فلكي في قريتي الصغيرة بنيابة الحوقين بولاية الرستاق.
وأضاف: وعند التحاقي بالدراسة الجامعية في مطلع التسعينات تمكنت من شراء أول تلسكوب فلكي في عام ١٩٩٢م، ذلك التلسكوب فتح لي آفاقا واسعة للنظر إلى السماء، ورؤية معالم القمر بحفره وجباله، ومشاهدة الكواكب والنجوم والمجرات والتعرف على أشكالها وخصائصها، مما دفعنا إلى الشروع في الخطوات الأولى لإنشاء المرصد بالجهود الذاتية، وكان عبارة عن غرفة صغيرة دائرية الشكل، وهنا واجهت صعوبات في عمل القبة بحيث تكون متحركة وتفتح في اتجاه السماء، ولكن مع الإصرار والعزيمة وكثرة التجارب والمحاولات وفقت في عملها، وبذلك تم افتتاح مرصد الحوقين الفلكي في عام
١٩٩٧م ليكون أول مرصد فلكي على مستوى السلطنة متاحًا لعامة الناس.
وأوضح يوسف السالمي بأن مرصد الحوقين الفلكي سعى منذ إنشائه إلى نشر الثقافة الفلكية بين أفراد المجتمع وتصحيح بعض المعتقدات القديمة حول الظواهر الفلكية بمختلف الطرق والوسائل، تمثلت في تنفيذ المحاضرات والندوات في المدارس والأندية والجوامع والمجالس العامة، وإقامة الفعاليات والأمسيات لرصد الظواهر الفلكية مثل خسوف القمر وكسوف الشمس ونقلها مباشرة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لإتاحة الفرصة أمام أفراد المجتمع لمتابعة ومشاهدة تلك الظواهر مع تقديم شرح مفصل عن مراحلها وأسباب حدوثها، بالإضافة إلى تنظيم دورات في التصوير الفلكي واستقبال الزيارات من مختلف فئات المجتمع حيث تشرّف المرصد بزيارة عدد من المسؤولين والشخصيات من داخل السلطنة وخارجها ومن أبرزها زيارة العالم المعروف الدكتور زغلول النجار الذي أشاد بالمرصد وما يقدمه من خدمات لأفراد المجتمع.
وأضاف بأنه تم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أهداف المرصد في ظل الوضع الراهن لجائحة كورونا فقد أنشئت مجموعات فلكية عبر تطبيق “الواتس أب” تضم آلاف الأعضاء من كافة أنحاء السلطنة لنشر كل ما هو جديد من أخبار حول الفلك والطقس والطاقة المتجددة، كما استفاد منها عدد كبير من طلبة المدراس والجامعات والكليات.
وأشار إلى أن المرصد يخضع خلال هذه الفترة للتأهيل عقب الأضرار التي لحقت به نتيجة حريق شبّ مؤخرا في المرصد، وقد بلغت تكلفة التأهيل وعمل قبة فلكية جديدة حوالي عشرة آلاف ريال عماني، ويتضمن المشروع قبة فلكية دوّارة تفتح بمقدار ٩٠ درجة وتعمل بمحركات كهربائية وإلكترونية، كما تم تزويد المرصد بأحدث الأجهزة الفلكية، وحاليّا في مراحله النهائية وسيتم افتتاحه قريبًا ليعود المرصد إلى نشاطه المعهود من استقبال الزوار وإقامة الفعاليات الفلكية ووفقًا للإجراءات الاحترازية.